الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون  وتقطعوا أمرهم بينهم كل إلينا راجعون  فمن يعمل من الصالحات وهو مؤمن فلا كفران لسعيه وإنا له كاتبون  وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون  

                                                                                                                                                                                                                                      إن هذه أمتكم أمة واحدة قال قتادة : أي : دينكم دين واحد .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 160 ] قال محمد : من قرأ أمتكم بالرفع ، ونصب (أمة واحدة) فأمتكم رفع خبر (هذه) ، ونصب (أمة) لمجيء النكرة بعد تمام الكلام ، هذا قولأبي عبيدة .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقطعوا أمرهم بينهم يعني : أهل الكتاب ؛ أي : فرقوا دينهم الذي أمروا به ، يعني : الإسلام [فدخلوا في] غيره .

                                                                                                                                                                                                                                      فلا كفران لسعيه لعمله وإنا له كاتبون نحسب حسناته حتى يجزى بها الجنة .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : تقول العرب : غفرانك لا كفرانك ، المعنى : لا نجحد .

                                                                                                                                                                                                                                      وحرام على قرية أهلكناها أي : واجب عليها أنهم لا يرجعون قال الحسن : [المعنى] أنهم لا يتوبون ، ولا يرجعون عن كفرهم .

                                                                                                                                                                                                                                      وتقرأ أيضا (وحرم على قرية) .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : حرم وحرام عند أهل اللغة بمعنى واحد ؛ أي : واجب . قال الشاعر :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 161 ]

                                                                                                                                                                                                                                      فإن حراما لا أرى الدهر باكيا على شجوة إلا بكيت على عمرو)



                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية