الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة ذلك هو الخسران المبين  يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه ذلك هو الضلال البعيد  يدعو لمن ضره أقرب من نفعه لبئس المولى ولبئس العشير إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد  من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ  

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 173 ] ومن الناس من يعبد الله على حرف تفسير مجاهد وقتادة : على شك . فإن أصابه خير اطمأن به أي : رضي وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه أي : ترك ما كان عليه ، هو المنافق ؛ إن رأى في الإسلام رخاء وطمأنينة طابت نفسه بما يصيب من ذلك الرخاء ، وقال : أنا منكم وأنا معكم ، وإذا رأى في الإسلام شدة أو بلية لم يصبر على مصيبتها ، وانقلب على وجهه كافرا ، وترك ما كان عليه .

                                                                                                                                                                                                                                      يدعو من دون الله ما لا يضره وما لا ينفعه يعني : الوثن ذلك هو الضلال البعيد .

                                                                                                                                                                                                                                      يدعو لمن ضره أقرب من نفعه يعني : الوثن أيضا ، يعني : أنه ينفق عليه وهو كل عليه لبئس المولى يعني : الوثن ولبئس العشير .

                                                                                                                                                                                                                                      من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة يعني : المنافق ، أي : أنه أيس من أن ينصر الله محمدا ، لا يصدق بما وعد الله رسوله من نصره في الدنيا والآخرة ، ونصره في الآخرة : الجنة فليمدد بسبب أي : بحبل إلى السماء يقول : فليعلق حبلا من السماء ، يعني : سقف البيت ثم ليقطع ليختنق حتى يموت فلينظر هل يذهبن كيده أي : فعله ما يغيظ أي : أن ذلك لا يذهب غيظه .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية