وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى أي : تلا ، في تفسير . قال قتادة : بينا رسول الله يصلي عند المقام إذ نعس ، فألقى الشيطان على لسانه كلمة ؛ فتكلم بها فتعلقها المشركون عليه ؛ فإنه قرأ قتادة أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى فألقى الشيطان على لسانه ونعس : (فإن شفاعتها هي المرتجى ، وإنها لمن الغرانيق العلى) فحفظها المشركون ، وأخبرهم الشيطان أن نبي الله قد قرأها فزلت ألسنتهم بها ، وأنزل الله : وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى الآية .
قال : قيل : إن (تمنى) بمعنى تلا ، وأنشد [بعضهم] : محمد
[ ص: 187 ]
تمنى كتاب الله آخر ليلة تمني داوود الزبور على رسل
قوله : ليجعل ما يلقي الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم يعني : المشركين وإن الظالمين المشركين لفي شقاق أي : فراق بعيد عن الحق وليعلم الذين أوتوا العلم يعني : المؤمنين .
أنه الحق من ربك فيؤمنوا به أي : يصدقوا به . قوله : فتخبت له قلوبهم أي : تخشع ولا يزال الذين كفروا في مرية منه [أي : شك ، يعني : من القرآن] حتى تأتيهم الساعة بغتة [يعني الذين تقوم عليهم الساعة ، الدائنين] بدين أبي جهل و[أصحابه] أو يأتيهم عذاب يوم عقيم أي : عذاب يوم بدر .
قال : [أصل العقم] في الولادة ؛ يقال : امرأة عقيم ، ورجل عقيم إذا كان لا يولد له ، وريح عقيم التي لا تأتي [بسحاب فتمطر] . محمد