الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم  وإن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون  فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون  فذرهم في غمرتهم حتى حين  أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين  نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله : يا أيها الرسل كلوا من الطيبات [يعني : الحلال من الرزق] واعملوا صالحا الآية .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : خاطب [بهذا النبي ، على مذهب العرب في مخاطبة الواحد [ ص: 203 ] خطاب الجميع ، وتضمن هذا[ الخطاب إلى الرسل جميعا ؛ كذا أمروا .

                                                                                                                                                                                                                                      وإن هذه أمتكم أمة واحدة أي : ملة واحدة ، يعني : الإسلام .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ : (وأن هذه) بفتح الألف فالمعنى : لأن هذه أمتكم .

                                                                                                                                                                                                                                      فتقطعوا أمرهم بينهم يعني : دينهم الذي أمر الله به زبرا وهي تقرأ على وجهين زبرا بفتح الباء ورفعها ؛ فمن قرأها بالفتح فالمعنى : قطعا ، ومن قرأها بالرفع فالمعنى : كتبا ، يقول : فرقوا كتاب الله فحرفوه وبدلوه ، وكتبوه على ما حرفوا كل حزب أي : قوم منهم بما لديهم بما عندهم مما اختلفوا فيه فرحون أي : راضون فذرهم في غمرتهم أي : غفلتهم حتى حين يعني : إلى آجالهم . وهي منسوخة بالقتال .

                                                                                                                                                                                                                                      أيحسبون أنما نمدهم به من مال أي : نعطيهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات أي : ليس لذلك نمدهم بالمال والبنين بل لا يشعرون أنا لا نعطيهم ذلك مسارعة لهم في الخيرات ، وأنهم يصيرون إلى النار ، يعني : المشركين .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 204 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية