إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون ولا نكلف نفسا إلا وسعها ولدينا كتاب ينطق بالحق وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون قد كانت آياتي تتلى عليكم فكنتم على أعقابكم تنكصون مستكبرين به سامرا تهجرون
والذين يؤتون ما آتوا ممدودة وقلوبهم وجلة أي : خائفة أنهم إلى ربهم راجعون تفسير الحسن قال : كانوا يعملون ما عملوا من أعمال البر ، ويخافون ألا ينجيهم ذلك من عذاب ربهم .
قال : ومعنى أنهم إلى ربهم راجعون : أنهم يوقنون بأنهم يرجعون إلى ربهم . محمد
أولئك يسارعون في الخيرات قال الحسن : يعني : فيما افترض الله عليهم وهم لها سابقون أي : وهم بالخيرات سابقون .
ولا نكلف نفسا إلا وسعها إلا طاقتها ولدينا عندنا كتاب ينطق بالحق يريد : الكتاب الأول .
بل قلوبهم في غمرة من هذا قال : يعني : في غفلة مما ذكر من أعمال المؤمنين في الآية الأولى قتادة ولهم أعمال من دون ذلك يقول : لهم [ ص: 205 ] أعمال لم يعملوها سيعملونها .
قال : المعنى على هذا التفسير : أن الله أعلم أنهم سيعملون أعمالا تبعد من الله غير الأعمال التي ذكروا بها . محمد
حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب يعني : أبا جهل وأصحابه الذين قتلوا يوم بدر إذا هم يجأرون قال الحسن : يصرخون إلى الله بالتوبة فلا تقبل منهم .
فكنتم على أعقابكم تنكصون أي : تستأخرون عن الإيمان بالله مستكبرين به أي : بالحرم سامرا تهجرون أي : تتكلمون بهجر القول ومنكره .
قال : يعني بهذا : أهل قتادة مكة كان سامرهم لا يخاف شيئا ؛ كانوا يقولون : نحن أهل الحرم فلا نقرب - لما أعطاهم الله من الأمن ، وهم مع ذلك يتكلمون بالشرك والبهتان .
والقراءة على تفسير : بضم التاء وكسر الجيم . وكان قتادة الحسن يقرؤها : (تهجرون) بنصب التاء ورفع الجيم ، وتأويلها : الصد والهجران . يقول : قد بلغ من أمانكم أن سامركم [يسمر] بالبطحاء ، يعني : سمر الليل ، والعرب يقتل بعضها بعضا ، ويسبي بعضها بعضا ، وأنتم في ذلك تهجرون كتابي ورسولي .
قال : يقال : هذا سامر الحي ، يراد المتحدثون منهم ليلا . محمد
[ ص: 206 ]