أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا
أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون يعني : جماعة المشركين إن هم إلا كالأنعام فيما يعبدونه بل هم أضل سبيلا يعني : أخطأ طريقا ألم تر إلى ربك كيف مد الظل مده من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا أي : دائما لا يزول ثم جعلنا الشمس عليه أي : على الظل دليلا أي : تتلوه وتتبعه حتى تأتي عليه [كله] ثم قبضناه يعني : الظل إلينا قبضا يسيرا أي : يسيرا علينا وهو الذي جعل لكم الليل لباسا يعني : سكنا يسكن فيه الخلق والنوم سباتا يسبت النائم حتى لا يعقل .
قال : أصل السبت : الراحة . محمد وجعل النهار نشورا ينشر فيه الخلق لمعايشهم وحوائجهم [ ص: 263 ] (وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته) يعني : المطر .
قال : (نشرا) بالضم جمع : نشور ؛ مثل : رسول ورسل . محمد وأنزلنا من السماء ماء يعني : المطر طهورا للمؤمنين يتطهرون به من الأحداث والجنابة لنحيي به بلدة ميتا يعني : اليابس التي لا نبات فيها .
قال : (ميتا) ولفظ (البلدة) مؤنث ؛ لأن معنى البلد والبلدة واحد . محمد ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا قال : (أناسي) جمع إنسي ؛ مثل : كرسي وكراسي . محمد