ولقد صرفناه بينهم ليذكروا فأبى أكثر الناس إلا كفورا ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا وهو الذي مرج البحرين هذا عذب فرات وهذا ملح أجاج وجعل بينهما برزخا وحجرا محجورا وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا
ولقد صرفناه بينهم أي : قسمناه يعني : المطر مرة لهذه البلدة ، ومرة لبلدة أخرى ليذكروا بهذا المطر ؛ فيعلموا أن الذي أنزل من المطر الذي [ ص: 264 ] يعيش به الخلق ، وينبت به النبات في الأرض اليابسة قادر على أن يحيي الموتى فأبى أكثر الناس إلا كفورا قال : يقولون : سفيان الثوري كذا . مطرنا بنوء
ولو شئنا لبعثنا في كل قرية نذيرا رسولا فلا تطع الكافرين فيما ينهونك عنه من طاعة الله وجاهدهم به بالقرآن ، وهذا الجهاد باللسان من قبل أن يؤمر بقتالهم .
وهو الذي مرج البحرين أي : أفاض أحدهما في الآخر هذا عذب فرات أي : حلو وهذا ملح أجاج أي : مر وجعل بينهما برزخا أي : حاجزا لا يرى ، لا يغلب المالح على العذب ، ولا العذب على المالح .
وحجرا محجورا حراما محرما أن يغلب أحدهما على الآخر .
وهو الذي خلق من الماء بشرا خلق من النطفة إنسانا فجعله نسبا وصهرا .
قال : يعني : قرابة النسب وقرابة النكاح . محمد
وكان الكافر على ربه ظهيرا أي : عوينا ؛ يقول : يظاهر الشيطان على ترك أمر ربه .
[ ص: 265 ]