الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلا  ألم تر إلى ربك كيف مد الظل ولو شاء لجعله ساكنا ثم جعلنا الشمس عليه دليلا  ثم قبضناه إلينا قبضا يسيرا وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا  وهو الذي أرسل الرياح بشرا بين يدي رحمته وأنزلنا من السماء ماء طهورا  لنحيي به بلدة ميتا ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا  

                                                                                                                                                                                                                                      أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون يعني : جماعة المشركين إن هم إلا كالأنعام فيما يعبدونه بل هم أضل سبيلا يعني : أخطأ طريقا ألم تر إلى ربك كيف مد الظل مده من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس ولو شاء لجعله ساكنا أي : دائما لا يزول ثم جعلنا الشمس عليه أي : على الظل دليلا أي : تتلوه وتتبعه حتى تأتي عليه [كله] ثم قبضناه يعني : الظل إلينا قبضا يسيرا أي : يسيرا علينا وهو الذي جعل لكم الليل لباسا يعني : سكنا يسكن فيه الخلق والنوم سباتا يسبت النائم حتى لا يعقل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : أصل السبت : الراحة . وجعل النهار نشورا ينشر فيه الخلق لمعايشهم وحوائجهم [ ص: 263 ] (وهو الذي أرسل الرياح نشرا بين يدي رحمته) يعني : المطر .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (نشرا) بالضم جمع : نشور ؛ مثل : رسول ورسل . وأنزلنا من السماء ماء يعني : المطر طهورا للمؤمنين يتطهرون به من الأحداث والجنابة لنحيي به بلدة ميتا يعني : اليابس التي لا نبات فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (ميتا) ولفظ (البلدة) مؤنث ؛ لأن معنى البلد والبلدة واحد . ونسقيه مما خلقنا أنعاما وأناسي كثيرا قال محمد : (أناسي) جمع إنسي ؛ مثل : كرسي وكراسي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية