الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما  والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما  والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما  إنها ساءت مستقرا ومقاما  والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما  

                                                                                                                                                                                                                                      وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا تفسير الحسن : مدح الله المؤمنين  وذم المشركين ؛ فقال : وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا أي : حلما ، يعني : المؤمنين ، وأنتم أيها المشركون لستم بحلماء ، والهون في كلام العرب : اللين والسكينة . وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما تفسير مجاهد قالوا : سدادا والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما يعني : يصلون ، وأنتم أيها المشركون لا تصلون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال يحيى : بلغني أنه من صلى من الليل ركعتين ، فهو من الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما   [ ص: 267 ] إن عذابها كان غراما أي : لزاما .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : الغرام في اللغة : أشد العذاب ، ومنه قولهم : فلان مغرم بالنساء ، أي : مهلك بهن .

                                                                                                                                                                                                                                      إنها ساءت مستقرا ومقاما أي : بئس المستقر هي والمنزل .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : (مستقرا ومقاما) منصوبان على التمييز ، المعنى : أنها ساءت في المستقر والمقام .

                                                                                                                                                                                                                                      والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا تفسير قتادة : الإسراف : النفقة في معصية الله ،  والإقتار : الإمساك عن حق الله .  وكان بين ذلك قواما وهذه نفقة الرجل على أهله .  

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية