وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما إنها ساءت مستقرا ومقاما والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما
وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا تفسير الحسن : وذم المشركين ؛ فقال : مدح الله المؤمنين وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا أي : حلما ، يعني : المؤمنين ، وأنتم أيها المشركون لستم بحلماء ، والهون في كلام العرب : اللين والسكينة . وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما تفسير قالوا : سدادا مجاهد والذين يبيتون لربهم سجدا وقياما يعني : يصلون ، وأنتم أيها المشركون لا تصلون .
قال يحيى : بلغني أنه [ ص: 267 ] من صلى من الليل ركعتين ، فهو من الذين يبيتون لربهم سجدا وقياما إن عذابها كان غراما أي : لزاما .
قال : الغرام في اللغة : أشد العذاب ، ومنه قولهم : فلان مغرم بالنساء ، أي : مهلك بهن . محمد
إنها ساءت مستقرا ومقاما أي : بئس المستقر هي والمنزل .
قال : (مستقرا ومقاما) منصوبان على التمييز ، المعنى : أنها ساءت في المستقر والمقام . محمد
والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا تفسير قتادة : الإسراف : النفقة في معصية الله ، والإقتار : الإمساك عن حق الله . وكان بين ذلك قواما وهذه نفقة الرجل على أهله .