والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا
والذين لا يدعون أي : لا يعبدون مع الله إلها آخر قال الحسن : خاف قوم أن يؤخذوا بما عملوا في الجاهلية ؛ فأتوا رسول الله وذكروا الفواحش ، وقالوا : قد قتلنا وفعلنا ؛ فأنزل الله والذين لا يدعون أي : لا يعبدون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق يعني : بعد إسلامهم [ ص: 268 ] ولا يزنون يعني : بعد إسلامهم ومن يفعل ذلك يلق أثاما قال : يعني : نكالا قتادة يضاعف له العذاب .
قال : محمد المجازاة على الشيء ، يقال : قد لقي أثام ذلك ؛ أي جزاء ذلك ، ومن قرأ تأويل الأثام في اللغة : يضاعف له العذاب بالجزم فلأن مضاعفة العذاب لقي الأثام . ومن قرأ : (يضاعف) بالرفع فعلى معنى التفسير ، كأن قائلا قال : ما لقي الأثام ، فقيل : يضاعف للآثم العذاب .
إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا قال : قتادة إلا من تاب أي : رجع من ذنبه وآمن بربه وعمل عملا صالحا فيما بينه وبين الله فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات فأما التبديل في الدنيا : فطاعة الله بعد عصيانه ، وذكر الله بعد نسيانه ومن تاب وعمل صالحا فإنه يتوب إلى الله متابا أي : يقبل توبته إذا تاب قبل الموت .