وهي مكية كلها تفسير سورة طسم الشعراء
(بسم الله الرحمن الرحيم)
طسم تلك آيات الكتاب المبين لعلك باخع نفسك ألا يكونوا مؤمنين إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين وما يأتيهم من ذكر من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين فقد كذبوا فسيأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزئون أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
قوله : طسم قال الحسن : لا أدري ما تفسيرها ، غير أن قوما من السلف كانوا يقولون فيها : أسماء السور وفواتحها تلك آيات الكتاب هذه آيات القرآن المبين البين لعلك باخع نفسك أي : قاتل نفسك إن لم يؤمنوا بهذا القرآن ، أي : فلا تفعل إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم يعني : فصارت أعناقهم لها خاضعين قال : وذلك أنهم مجاهد فهذا جواب لقولهم . كانوا يسألون النبي أن يأتيهم بآية ،
قال : (فظلت) معناه : فتظل أعناقهم ؛ لأن الجزاء يقع فيه لفظ الماضي في معنى المستقبل ، تقول : إن تأتني أكرمتك ؛ معناه : أكرمك . محمد
وما يأتيهم من ذكر يعني : القرآن من الرحمن محدث إلا كانوا عنه معرضين [ ص: 271 ] يقول : كلما نزل من القرآن شيء جحدوا به فقد كذبوا فسيأتيهم في الآخرة أنباء أخبار ما كانوا به يستهزئون في الدنيا ؛ يقول : فسيأتيهم تحقيق ذلك الخبر بدخولهم النار أولم يروا إلى الأرض كم أنبتنا فيها من كل زوج كريم يعني : من كل صنف حسن ، فالواحد منه زوج إن في ذلك لآية لمعرفة بأن الذي أنبت هذه الأزواج في الأرض قادر على أن يحيي الموتى وما كان أكثرهم مؤمنين يعني : من مضى من الأمم وإن ربك لهو العزيز في نقمته الرحيم بخلقه ، فأما المؤمن فتتم عليه الرحمة في الآخرة ، وأما الكافر فهو ما أعطاه في الدنيا ، فليس له إلا رحمة الدنيا ؛ فهي زائلة عنه .