واجعل لي لسان صدق في الآخرين واجعلني من ورثة جنة النعيم واغفر لأبي إنه كان من الضالين ولا تخزني يوم يبعثون يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم وأزلفت الجنة للمتقين وبرزت الجحيم للغاوين وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون فكبكبوا فيها هم والغاوون وجنود إبليس أجمعون قالوا وهم فيها يختصمون تالله إن كنا لفي ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين وما أضلنا إلا المجرمون فما لنا من شافعين ولا صديق حميم فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين وإن ربك لهو العزيز الرحيم
واجعل لي لسان صدق في الآخرين فليس من أهل دين إلا وهم يتولونه ويحبونه واجعلني من ورثة جنة النعيم وهو اسم من أسماء الجنة .
واغفر لأبي إنه كان من الضالين قال هذا في حياة أبيه ، وكان في طمع من أن يؤمن ، فلما تبين له أنه من أهل النار لم يدع له إلا من أتى الله بقلب سليم من الشرك .
وأزلفت الجنة أي : أدنيت وبرزت الجحيم أظهرت للغاوين للمشركين .
وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله يعني : الشياطين الذين دعوهم إلى عبادة من عبدوا من دون الله هل ينصرونكم يعني : هل يمنعونكم من عذاب الله ؟ أو ينتصرون يمتنعون .
فكبكبوا فيها أي : قذفوا فيها ، يعني : المشركين هم والغاوون يعني : الشياطين .
قال : محمد فكبكبوا أصله : كببوا من قولك : كببت الإناء ، فأبدل من الباء الوسطى كافا ؛ استثقالا لاجتماع ثلاث باءات .
[ ص: 280 ] قالوا قال المشركون للشياطين وهم فيها يختصمون وخصومتهم تبرؤ بعضهم من بعض ، ولعن بعضهم بعضا تالله إن كنا في الدنيا . أي : لقد كنا في الدنيا لفي ضلال مبين بين .
إذ نسويكم برب العالمين أي : نتخذكم آلهة وما أضلنا إلا المجرمون يعني : الشياطين فما لنا من شافعين يشفعون لنا اليوم عند الله ولا صديق حميم قريب القرابة ، فيحمل عنا ، كما كان يحمل الحميم عن حميمه في الدنيا ، قالوا هذا حين شفع للمذنبين من المؤمنين ؛ فأخرجوا منها فلو أن لنا كرة رجعة إلى الدنيا فنكون من المؤمنين .