الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      كذبت عاد المرسلين  إذ قال لهم أخوهم هود ألا تتقون  إني لكم رسول أمين  فاتقوا الله وأطيعون وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين  أتبنون بكل ريع آية تعبثون  وتتخذون مصانع لعلكم تخلدون وإذا بطشتم بطشتم جبارين  فاتقوا الله وأطيعون واتقوا الذي أمدكم بما تعلمون  أمدكم بأنعام وبنين  وجنات وعيون إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم  قالوا سواء علينا أوعظت أم لم تكن من الواعظين  إن هذا إلا خلق الأولين وما نحن بمعذبين  فكذبوه فأهلكناهم إن في ذلك لآية وما كان أكثرهم مؤمنين  وإن ربك لهو العزيز الرحيم  

                                                                                                                                                                                                                                      أتبنون على الاستفهام ، أي : قد فعلتم بكل ريع بكل فج آية أي : علما تعبثون أي : تلعبون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : الريع : الارتفاع من الأرض .

                                                                                                                                                                                                                                      قال الشماخ :

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 282 ]

                                                                                                                                                                                                                                      سقى دار سعدى حيث شط بها النوى فأنعم منها كل ريع وفدفد



                                                                                                                                                                                                                                      قوله : وتتخذون مصانع يعني : القصور ، ويقال : مصانع (للماء لعلكم تخلدون في الدنيا أي : لا تخلدون فيها ، وفي بعض القراءة (كأنكم خالدون) .

                                                                                                                                                                                                                                      وإذا بطشتم بالمؤمنين بطشتم جبارين يعني : قتالين بغير حق .

                                                                                                                                                                                                                                      إن هذا إلا خلق الأولين يقول : خلقهم الكذب ، وتقرأ : إن هذا إلا (خلق الأولين) أي : هكذا كان الخلق قبلنا ونحن مثلهم ، عاشوا ما عاشوا ، ثم ماتوا ولا بعث عليهم ولا حساب .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 283 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية