وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك لتكون من المنذرين بلسان عربي مبين وإنه لفي زبر الأولين أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به حتى يروا العذاب الأليم فيأتيهم بغتة وهم لا يشعرون فيقولوا هل نحن منظرون أفبعذابنا يستعجلون
وإنه لتنزيل رب العالمين يعني : القرآن نزل به الروح الأمين يعني : جبريل على قلبك يا محمد وإنه لفي زبر الأولين كتب الأولين ، يقول : نعت محمد وأمته في كتبهم يعني : التوراة والإنجيل أولم يكن لهم آية أن يعلمه علماء بني إسرائيل يعني : من آمن منهم أي : قد كان لهم في إيمانهم به آية .
(يكن) تقرأ بالتاء والياء ، فمن قرأها بالتاء ، قال : (آية) بالرفع ؛ أي : قد كانت لهم آية ، ومن جعلها عملا في باب كان .
قال : من قرأ : (آية) بالنصب ، جعلها عملا لكان ، والاسم (أن [ ص: 288 ] يعلمه) ومن قرأ (آية) بالرفع جعلها اسما لكان و(أن يعلمه) خبرها وعملها ، وهذا الذي أراد محمد يحيى .
ولو نزلناه على بعض الأعجمين يقول : لو أنزلناه بلسان أعجمي إذا لم يفقهوه .
قال : الأعجمين جمع أعجم ، والأنثى عجماء ؛ يقال : رجل أعجم إذا كانت في لسانه عجمة ، وإن كان عربي اللسان ، ورجل أعجمي إذا كان من العجم وإن كان فصيح اللسان . محمد
كذلك سلكناه أي : سلكنا التكذيب به في قلوب المجرمين المشركين لا يؤمنون به بالقرآن حتى يروا العذاب الأليم يعني : قيام الساعة فيقولوا عند ذلك : هل نحن منظرون أي : مردودون إلى الدنيا فنؤمن أفبعذابنا يستعجلون أي : قد استعجلوا به .
[ ص: 289 ]