أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون ذكرى وما كنا ظالمين وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون فلا تدع مع الله إلها آخر فتكون من المعذبين وأنذر عشيرتك الأقربين واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين فإن عصوك فقل إني بريء مما تعملون وتوكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم
أفرأيت إن متعناهم سنين ثم جاءهم ما كانوا يوعدون يعني : العذاب ما أغنى عنهم ما كانوا يمتعون .
وما أهلكنا من قرية إلا لها منذرون أي : إلا من بعد الحجة والرسل والإعذار ذكرى وما كنا ظالمين أي : ما كنا لنعذبهم إلا من بعد البينة والحجة .
قال : محمد ذكرى قد تكون نصبا وتكون رفعا ، فالنصب على المصدر على معنى : إلا لها منذرون ؛ أي : مذكرون ذكرا ، والرفع على معنى : إنذارنا ذكرى ؛ أي : تذكرة ؛ يقال : ذكرته ذكرى بألف التأنيث ، وذكرا وتذكيرا وتذكرة .
وما تنزلت به يعني : القرآن الشياطين وما ينبغي لهم أن ينزلوا به أي : لا يستطيعون ذلك .
إنهم عن السمع لمعزولون وكانوا من قبل أن يبعث النبي يستمعون أخبارا من [أخبار] السماء ، فأما الوحي فلم يكونوا يقدرون على أن يسمعوه ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم منعوا من تلك المقاعد التي كانوا يستمعون فيها ، إلا ما يسترق أحدهم فيرمى بالشهاب وأنذر عشيرتك الأقربين تفسير الكلبي : " أن رسول الله عليه السلام خرج حتى قام على الصفا وقريش في [ ص: 290 ] المسجد ، ثم نادى : يا صباحاه! ففزع الناس فخرجوا ، فقالوا : ما لك يا ابن عبد المطلب ؟ ! فقال : يا آل غالب . قالوا : هذه غالب عندك ، ثم نادى يا آل لؤي ، ثم نادى يا آل مرة ، ثم نادى يا آل كعب ، ثم نادى يا آل قصي . فقالت قريش : أنذر الرجل عشيرته الأقربين انظروا ماذا يريد ، فقال له أبو لهب : هؤلاء عشيرتك قد حضروا فما تريد ؟ فقال رسول الله : أرأيتم لو أنذرتكم أن جيشا يصبحونكم أصدقتموني ؟ قالوا : نعم . قال : فإني أنذركم النار ، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ، ولا من الآخرة نصيبا ، إلا أن تقولوا : لا إله إلا الله . فقال أبو لهب : تبا لك! فأنزل الله تبت يدا أبي لهب فتفرقت عنه قريش وقالوا : مجنون يهذي من أم رأسه " .
واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين كقوله : فبما رحمة من الله لنت لهم .
قال : من كلام العرب : اخفض جناحك يعني : ألن جناحك . محمد
فإن عصوك يعني : المشركين فقل إني بريء مما تعملون .
[ ص: 291 ] الذي يراك حين تقوم في الصلاة وحدك وتقلبك في الساجدين يعني : في صلاة الجماعة ، في تفسير بعضهم .