هل أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
هل أنبئكم ألا أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يعني : الكهنة يلقون السمع كانت فتحدث الكهنة بما تنزلت به الشياطين ، وتخلط به الكهنة كذبا كثيرا ، فيحدثون به الناس ، وأما ما كان من سمع السماء ، فيكون حقا ، و[أما] ما [كان] خلطوا به من الكذب يكون كذبا الشياطين تصعد إلى السماء تستمع ، ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم ، وأكثرهم كاذبون يعني : جماعتهم والشعراء يتبعهم الغاوون يعني : الشياطين ألم تر أنهم في كل واد أي : من أودية الكذب يهيمون .
قال : يعني : يذهبون . محمد
وأنهم يقولون ما لا يفعلون قال : يعني : يمدح قوما بباطل ، ويذم قوما بباطل ، ثم استثنى فقال : قتادة إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات .
قال : قتادة منهم استثنى الله الشعراء من المؤمنين ؛ ، [ ص: 292 ] : حسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وانتصروا من بعد ما ظلموا أي : انتصروا بالكلام يعني : [هجوا] عن نبي الله من بعد ما ظلمهم المشركون وسيعلم الذين ظلموا أشركوا من الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون من بين يدي الله يوم القيامة أي : أنهم سينقلبون من بين يديه إلى النار .
قال : محمد أي بالنصب ؛ لأنها من أسماء الاستفهام ، لا يعمل فيها ما قبلها .
[ ص: 293 ]