الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      هل أنبئكم على من تنزل الشياطين  تنزل على كل أفاك أثيم يلقون السمع وأكثرهم كاذبون  والشعراء يتبعهم الغاوون  ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون  

                                                                                                                                                                                                                                      هل أنبئكم ألا أنبئكم على من تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم يعني : الكهنة يلقون السمع كانت الشياطين تصعد إلى السماء تستمع ، ثم تنزل إلى الكهنة فتخبرهم ،  فتحدث الكهنة بما تنزلت به الشياطين ، وتخلط به الكهنة كذبا كثيرا ، فيحدثون به الناس ، وأما ما كان من سمع السماء ، فيكون حقا ، و[أما] ما [كان] خلطوا به من الكذب يكون كذبا وأكثرهم كاذبون يعني : جماعتهم والشعراء يتبعهم الغاوون يعني : الشياطين ألم تر أنهم في كل واد أي : من أودية الكذب يهيمون .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : يعني : يذهبون .

                                                                                                                                                                                                                                      وأنهم يقولون ما لا يفعلون قال قتادة : يعني : يمدح قوما بباطل ، ويذم قوما بباطل ، ثم استثنى فقال : إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات .

                                                                                                                                                                                                                                      قال قتادة : استثنى الله الشعراء من المؤمنين ؛  منهم : حسان بن ثابت ، [ ص: 292 ] وعبد الله بن رواحة وكعب بن مالك وانتصروا من بعد ما ظلموا أي : انتصروا بالكلام يعني : [هجوا] عن نبي الله من بعد ما ظلمهم المشركون وسيعلم الذين ظلموا أشركوا من الشعراء وغيرهم أي منقلب ينقلبون من بين يدي الله يوم القيامة أي : أنهم سينقلبون من بين يديه إلى النار .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : أي بالنصب ؛ لأنها من أسماء الاستفهام ، لا يعمل فيها ما قبلها .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 293 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية