ولقد آتينا داوود وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين وورث سليمان داوود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين
وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين على كثير من أهل زمانهما من المؤمنين وورث سليمان داوود قال : يعني : ورث نبوته وملكه . قتادة
قال : روي أنه محمد لداوود تسعة عشر ولدا ، فورث كان سليمان من بينهم نبوته وملكه . وأوتينا من كل شيء يعني : كل شيء أوتي منه فهم يوزعون أي : يدفعون ألا يتقدمه منهم أحد ، في تفسير الحسن ، قال : على كل صنف منهم وزعة ترد أولاهم على أخراهم قتادة حتى إذا أتوا على واد النمل قال : هو واد قتادة بالشام .
[ ص: 297 ] قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده قال الله : وهم لا يشعرون أن سليمان يفهم كلامهم .
قال : لفظ النمل أجري هاهنا مجرى لفظ الآدميين حين نطق كما ينطق الآدميون . محمد
فتبسم سليمان ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني ألهمني .
قال : تأويل (أوزعني) : كفني عن الأشياء إلا عن شكر نعمتك . محمد