فلما جاء سليمان قال أتمدونن بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها ولنخرجنهم منها أذلة وهم صاغرون قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم
ارجع إليهم قال : يعني : الرسل قتادة فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها أي : لا طاقة .
قال يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها يعني : سريرها قبل أن يأتوني مسلمين أي : مقرين بالطاعة ، في تفسير الكلبي قال عفريت من الجن أي : مارد .
[ ص: 302 ] قال : يقال : عفر وعفريت ، وعفرية وعفارية ؛ إذا كان شديدا وثيقا . محمد أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك قال : ومقامه : مجلسه الذي كان يقضي فيه ، فأراد ما هو أعجل من ذلك قتادة قال الذي عنده علم من الكتاب وكان رجلا من بني إسرائيل ، يقال له : آصف ، يعلم الذي إذا دعي به أجاب قال اسم الله الأعظم أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك وطرفه : أن يبعث رسولا إلى منتهى طرفه ، فلا يرجع إليه ، حتى يؤتى به ، فدعا الرجل باسم الله الأعظم فلما رآه رأى سليمان السرير مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر أي : أشكر النعمة أم أكفرها ؟ ومن شكر فإنما يشكر لنفسه .
يحيى : عن ، عن المعلى ، عن الأعمش ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير قال : " إن صاحب ابن عباس سليمان الذي قال : أنا آتيك به كان يحسن الاسم الأكبر ، فدعا به وكان بينه وبينه مسيرة شهرين ، وهي منه على فرسخ ، فلما جاءه العرش كأن سليمان وجد في نفسه -مثل الحسد له- ثم فكر ، فقال : أليس هذا الذي قدر على ما لم أقدر عليه مسخرا لي ؟ ! هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر " .
[ ص: 303 ]