الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما كنت بجانب الغربي إذ قضينا إلى موسى الأمر وما كنت من الشاهدين  ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا ولكنا كنا مرسلين وما كنت بجانب الطور إذ نادينا ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما ما أتاهم من نذير من قبلك لعلهم يتذكرون  

                                                                                                                                                                                                                                      وما كنت يا محمد بجانب الغربي يعني : غربي الجبل إذ قضينا إلى موسى الأمر يعني : الرسالة وما كنت من الشاهدين أي : لم تشاهد ذلك ولكنا أنشأنا قرونا فتطاول عليهم العمر كان بين عيسى ومحمد خمسمائة سنة ، وقيل : ستمائة سنة  وما كنت ثاويا في أهل مدين تتلو عليهم آياتنا أي : لم تكن يا محمد مقيما بمدين ؛ فتعلم كيف كان أمرهم ، فتخبر أهل مكة بشأنهم وأمرهم وما كنت بجانب الطور إذ نادينا قال بعضهم : نودي : يا أمة محمد : أجبتكم قبل أن تدعوني ، وأعطيتكم قبل أن تسألوني ولكن رحمة من ربك لتنذر قوما يعني : قريشا في تفسير السدي لعلهم يتذكرون لكي يتذكروا .

                                                                                                                                                                                                                                      قال محمد : من قرأ (رحمة) بالنصب ، فالمعنى : فعلنا ذلك للرحمة ، كما تقول : فعلت ذلك ابتغاء الخير أي : لابتغاء الخير .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 328 ]

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية