الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              وأما قول سلمة بن نفيل للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني سيمت الخيل" ، فإنه [ ص: 837 ] يعني به أنه أرسلها في مراعيها للرعي ، ومنه قيل للإبل الراعية: السائمة ، ومنه قول النبي عليه السلام: "في كل خمس من الإبل سائمة حقة"  ، ومنه قول الله تعالى ذكره: فيه تسيمون ، يعني به: فيه ترعون مواشيكم ، يقال منه: أسام فلان خيله وماشيته ، وسيمها ، وسومها ، ومن الإسامة قولالأخطل:


              مثل ابن بزعة أو كآخر مثله أولى لك ابن مسيمة الأجمال

              وسامت الماشية ، إذا رعت ، فهي سائمة.

              وأما قولهم: سام فلان فلانا ضيما ، فإنه من غير هذا المعنى ، وإنما معناه: أنه ألزمه وأوصله إليه ، ومنه قول الراجز:

              إن سيم خسفا وجهه تربدا

              ومنه قول الشاعر:


              وطعنهم الأعداء شزرا وإنما     يسام ويقنى الخسف من لم يطاعن

              ومنه قول الله عز وجل: يسومونكم سوء العذاب .

              وأما السوم في البيع ، فغير هذين المعنيين ، وهو المراوضة في السلعة التي تعرض على البيع على الثمن ، يقال منه: ساوم فلان فلانا بسلعته ، فاستام عليه كذا وكذا [ ص: 838 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية