226 - حدثنا ، قال: حدثنا ابن حميد جرير ، عن عطاء ، الخندق: "قالوا كذا، وفعلوا كذا، صنعوا كذا" فذهب العين فأخبرهم، فهزموا، ولم يكذب، ولكن قال: أفعلوا كذا، أصنعوا كذا؟ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم استفهام.
قال: فذكرته لمغيرة فأعجبه "
قالوا: فالذي رخص فيه النبي صلى الله عليه وسلم من الخديعة في الحرب، نحو الذي روي عنه أنه فعله فيها من القول الذي يقول القائل فيها مما يحتمل معاني، موهما بذلك من سمعه ما فيه الوهن على العدو، كايدهم بذلك من قيله، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لنعيم بن مسعود إذ أخبره برسالة اليهود إلى أبي سفيان: "فلعلنا [ ص: 139 ] نحن أمرناهم بذلك" ، فقال قولا محتملا ظاهره أن يكون معناه أن اليهود فعلوا ما فعلوا، من إرسالهم الرسل فيه إلى أبي سفيان بما أرسلوا به، إما عن أمره، أو عن غير أمره.
وذلك، لا شك، أنه كما قال صلى الله عليه وسلم من أن القوم لم يفعلوا إلا عن أحد ذينك الوجهين، إما عن أمره، وإما عن غير أمره ، وذلك هو الصدق الذي لا مرية فيه.
وإنما كان يكون ذلك كذبا لو قال: "إنما أرسلت اليهود إلى أبي سفيان بما أرسلت به إليه، بأمرنا إياهم بذلك" ، فأما قوله: "فلعلنا نحن أمرناهم بذلك" ، فمن الكذب بمعزل قالوا: ومن الخديعة التي أذن صلى الله عليه وسلم فيها في الحرب ما روي عن كعب بن مالك أنه كان إذا أراد غزو قوم ورى بغيرهم.
قالوا: وكالذي روي عنه صلى الله عليه وسلم في ذلك، كان يفعل أهل الدين والفضل في مغازيهم، قالوا: ومن ذلك ما :