[ ص: 15 ] تتمة مسند رضي الله عنه [ ص: 16 ] [ ص: 17 ] . . . عبد الرحمن بن عوف ، وبخلاف اللفظ الذي ذكره ابن عوف عن ابن عدي محمد بن جبير.
والثالثة أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لم يشهد حلف المطيبين، ولا أدركه ، وإنما شهد حلف الفضول الذي عقد في دار عبد الله بن جدعان التيمي الذي روي عن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - أنه قال : " لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفا ، ما أحب أن لي به حمر النعم ، ولو دعيت إليه اليوم في الإسلام لأجبت "
قالوا : وهذا الحلف - أعني حلف الفضول - شهده رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قبل أن يبعث نبيا ، وهو الحلف الذي تعاقده بنو هاشم، وبنو المطلب، وبنو أسد بن عبد العزى، وبنو زهرة ، وبنو تيم بن مرة على أن لا يدعوا بمكة مظلمة إلا ردوها .
قالوا : وأما حلف المطيبين، فإنه جرى بين بني مخزوم، وجمح، وسهم، وعدي، وبني عبد الدار على نصرة بني عبد الدار إذ نازعتهم بنو أعمامهم من بني عبد مناف اللواء ، والحجامة ، والندوة ، وقالوا: نحن أحق بذلك منكم .
فحالفت بنو عبد الدار من ذكرنا من القبائل ، وحالفت بنو عبد مناف بني أسد، وزهرة - وهما الحارث بن فهر - على نصرة عبد مناف على عبد الدار ، قالوا : فهذا حلف جرى بين القوم على حرب على أمر من أمور الجاهلية ، ولم يكن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - لو كان شهده ليقول : " لو دعيت إليه اليوم لأجبت " .
[ ص: 18 ] قالوا : وإنما شهد حلف الفضول الذي تعاقده القوم على أن لا يدعوا بمكة مظلمة إلا ردوها ، فأخبر - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - في الإسلام أنه لو دعي إلى ذلك لأجاب .
[ ص: 19 ]