الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              ( القول في البيان عما في هذه الأخبار من الغريب )

              فمن ذلك قول النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " لا تحل الصدقة لغني، ولا لذي مرة سوي ".  

              يعني - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بقوله: " ولا لذي مرة سوي ": ولا لذي براءة من العاهات المزمنة، القوي على الكسب، وكل صحيح الجسم بريئه من العاهات والآفات فالعرب تدعوه: ذا مرة سوي.

              ومنه قول الله - تعالى ذكره -: علمه شديد القوى ذو مرة فاستوى : ففسر قوله: ذو مرة بعض المفسرين بمعنى ذي قوة، وبعضهم بمعنى ذي منظر حسن.

              والصحيح من معنى ذلك - عندي - ما يثبت.

              وأما قوله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم -: " إلا لذي فقر مدقع ": فإنه يعني بقوله: " مدقع ": مفض إلى الدقعاء لاصق بها.

              والدقع: الغبار اللين، يقال للرجل إذا وصف بسوء الحال، وشظف المعيشة.

              قد أدقع فلان فهو يدقع إدقاعا، وهو رجل مدقع.

              وأما قوله: " كان خموشا في وجهه "، فإن البيان عن الخموش قد مضى قبل، فكرهنا إعادته.

              آخر حديث طلحة بن عبيد الله.

              [ ص: 420 ]

              التالي السابق


              الخدمات العلمية