الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              معلومات الكتاب

              تهذيب الآثار للطبري

              الطبري - محمد بن جرير الطبري

              صفحة جزء
              777 - وحدثني يونس بن عبد الأعلى ، قال: أخبرنا ابن وهب ، قال: حدثني مالك ، عن عبد الله بن أبي بكر ، أنه بلغه أن رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - قال في سيل مهزور ومذينب: " يمسك حتى الكعبين، ثم يرسل الأعلى على الأسفل   ".

              [ ص: 435 ] فإن قال قائل: فإن من قولك أن من سبق إلى ماء سيل فحازه في حوض له أو جباه في وعاء أو بئر له، فهو أولى وأحق به من غيره، وليس لأحد من الناس غلبته عليه، ولا غصبه إياه، إذ كان تحوزه إياه في حوضه أو وعائه قد صار له ملكا، كما يصير ملكا له ما استخرج من المعادن: من الجواهر باستخراجه إياه، فكيف أمر النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الزبير بإرسال الماء إلى جاره بعد بلوغه الجدر، وإن كان الأمر في ذلك كالذي وصفته من أنه كان من مياه السيول والأودية قيل: كان أمره - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الزبير بذلك أن الزبير لم يكن يجبي ذلك في حوض، ولا يقرنه في وعاء له، وإنما كان يسقي منه نخله، ويروي أرضه، فلم يكن به إليه إذا استغنت عنه أرضه، وروي منه نخله: حاجة، فلم يكن له - ولا حاجة به إليه - منعه جاره - وبه إليه حاجة - وهو له غير مالك; بل كان منعه إياه ذلك - لو كان منعه - فسادا على أرضه وأرض جاره، وضررا عليهما، وتحجرا منه ما قد أباحه الله - تعالى ذكره - لخلقه، فلذلك أمره - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - بإطلاقه بعد استغنائه عنه لجاره

              التالي السابق


              الخدمات العلمية