1293 - حدثنا نا أحمد، أحمد بن يوسف التغلبي، نا ابن نمير، عن عن وكيع، عمر بن منبه، عن أوفى بن دلهم، عن رضي الله عنه: [ ص: 117 ] [ ص: 118 ] [ ص: 119 ] [ ص: 120 ] أنه خطب الناس؛ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد؛ علي بن أبي طالب ألا وإني لم أر كالجنة نام طالبها، ولم أر كالنار نام هاربها، ألا وإنه من لم ينفعه الحق ضره الباطل، ومن لم يستقم به الهدى جار به الضلال، ألا وإنكم قد أمرتم بالظعن ودللتم على الزاد، ألا أيها الناس إنما الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر، ألا وإن الآخرة وعد صادق يحكم فيها ملك قادر، [ ص: 121 ] ألا إن فإن الدنيا قد أدبرت وآذنت بوداع، وإن الآخرة قد أقبلت وأشرفت باطلاع، وإن المضمار اليوم وغدا السباق، ألا وإنكم في أيام أمل من ورائه أجل، فمن قصر في أيام أمله قبل حضور أجله؛ فقد خيب عمله، ألا؛ فاعملوا لله في الرغبة كما تعملون له في الرهبة، الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا والله واسع عليم ؛ أيها الناس! أحسنوا في عمركم تحفظوا في عقبكم؛ فإن الله تبارك وتعالى وعد جنته من أطاعه وأوعد ناره من عصاه، إنها نار لا يهدأ زفيرها، ولا يفك أسيرها، ولا يجبر كسيرها، حرها شديد، وقعرها بعيد، وماؤها صديد، وإن أخوف ما أخاف عليكم اتباع الهوى وطول الأمل