الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
932 - حدثنا إبراهيم الحربي، نا أبو زيد النميري، عن أبي عبيدة [ ص: 293 ] : ومن يعش عن ذكر الرحمن ؛ أي: يظلم بصره.  قال إبراهيم: وقال الفراء: ومن يعش عن ذكر الرحمن : يعرض عنه. ومن قرأ بنصب الشين أراد: يعم عنه. سمعت ابن قتيبة يقول: القول قول أبي عبيدة، ولم نر أحدا يجيز [ ص: 294 ] عشوت عن الشيء أعرضت عنه؛ إنما يقال: تعاشيت عن كذا؛ أي: تغافلت عنه كأني لم أره، ومثله تعاميت، والعرب تقول: عشوت إلى النار إذا استدللت إليها ببصر ضعيف. قال الحطيئة:

(متى تأته تعشو إلى ضوء ناره تجد خير نار عندها خير موقد)

ومنه حديث سعيد بن المسيب رحمه الله: أن إحدى عينيه ذهبت وهو يعشو بالأخرى؛ أي: يبصر بها بصرا ضعيفا. ويقال لمن يبصر الشيء بصرا ضعيفا: يعشو بالعين، ولمن لا يبصر قليلا ولا كثيرا يقال: قد غشى عينه؛ بالغين معجمة.

التالي السابق


الخدمات العلمية