الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
وقال عبد الله كان في دهليزنا دكان وكان إذا جاء إنسان يريد أبي أن يخلو معه أجلسه على الدكان وإذا لم يرد أن يخلو معه أخذ بعضادتي الباب وكلمه فلما كان ذات يوم جاءنا إنسان فقال لي: قل لأحمد أبو إبراهيم السائح فخرج إليه أبي فجلسا على الدكان فقال لي أبي: سلم عليه فإنه من كبار المسلمين أو من خيار المسلمين فسلمت عليه فقال له أبي: حدثني يا أبا إبراهيم فقال: خرجت من الموضع الفلاني بقرب الدير الفلاني فأصابتني علة منعتني من الحركة فقلت في نفسي: لو كنت بقرب الدير الفلاني لعل فيه من الرهبان من يداويني فإذا أنا بسبع عظيم يقصد نحوي حتى جاءني فاحتملني على ظهره حملا رفيقا حتى ألقاني عند باب الدير فنظر الرهبان إلى حالي مع السبع فأسلموا كلهم وهم [ ص: 187 ] أربعمائة راهب ثم قال أبو إبراهيم لأبي: حدثني يا أبا عبد الله فقال له: إني كنت قبل الحج بخمس ليال أو أربع فبينما أنا نائم إذ رأيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: يا أحمد فانتبهت ثم أخذني النوم فإذا أنا بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا أحمد حج فانتبهت وكان من شأني إذا أردت سفرا جعلت في مزود لي فتيتا ففعلت ذلك فلما أصبحت قصدت نحو الكوفة فلما انقضى بعض النهار إذا أنا بالكوفة فدخلت مسجدها الجامع فإذا أنا بشاب حسن الوجه طيب الريح فقلت: سلام عليكم ثم كبرت أصلي فلما فرغت من صلاتي قلت له: رحمك الله هل بقي أحد يخرج إلى الحج؟ فقال لي: انتظر حتى يجيء أخ من إخواننا فإذا أنا برجل في مثل حالي فلم نزل نسير فقال له الذي معي: رحمك الله إن رأيت أن ترفق بنا فقال له الشاب إن كان معنا أحمد بن حنبل فسوف يرفق بنا فوقع في نفسي أنه الخضر فقلت للذي معي: هل لك في الطعام؟ فقال: كل مما تعرف وآكل مما أعرف فإذا أصبنا من الطعام غاب الشاب من بين أيدينا ثم رجع بعد فراغنا فلما كان بعد ثلاث إذا نحن بمكة.

وقال عبد الله بن أحمد: قال أبي: قال عبيد الله: من السنة أن يكبر الإمام على المنبر في العيدين تسعا قبل الخطبة وسبعا بعدها.  

ونقلت من خط أبي علي البرداني: حدثني أحمد بن علي الحافظ قال: أنبأنا أبو سعيد الماليني حدثنا إسماعيل بن عمر بن الحسن المقرئ بمكة قال: سمعت محمد بن صالح بن محمد الخولاني قال: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول: [ ص: 188 ] سمعت أبي يقول ليحيى بن معين: يا أبا زكريا بلغني أنك تقول حدثنا إسماعيل بن علية فقال: يحيى نعم أقول هكذا قال أحمد: فلا تقله قل إسماعيل بن إبراهيم فإنه بلغني أنه كان يكره أن ينسب إلى أمه قال: يحيى لأبي: قد قبلنا منك يا معلم الخير.

التالي السابق


الخدمات العلمية