الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
353 - الفضل بن زياد أبو العباس القطان البغدادي .

ذكره أبو بكر الخلال فقال: كان من المتقدمين عند أبي عبد الله ، وكان أبو عبد الله يعرف قدره ويكرمه، وكان يصلي بأبي عبد الله ، فوقع له عن أبي عبد الله مسائل كثيرة جياد، وحدث عن جماعة منهم: يعقوب بن سفيان الفسوي ، والحسن بن أبي العنبر ، وأحمد الأدمي ، وجعفر الصندلي ، وأحمد بن عطاء في آخرين.

أخبرنا أحمد المؤرخ ، أخبرنا ابن الفضل القطان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدثنا يعقوب بن سفيان ، حدثني الفضل بن زياد عن أحمد بن حنبل قال: بلغ ابن أبي ذئب أن مالكا لم يأخذ بحديث "البيعان بالخيار" فقال: يستتاب في الخيار، فإن تاب وإلا ضربت عنقه،   ومالك لم يرد الحديث، ولكن تأوله على غير ذلك فقال شامي: من أعلم مالك أو ابن أبي ذئب ؟ فقال: ابن أبي ذئب في هذا أكبر من مالك ، وابن أبي ذئب أصلح في بدنه، وأورع ورعا، وأقوم بالحق من مالك عند السلطان، وقد دخل ابن أبي ذئب على أبي جعفر فلم يمهله أن قال له الحق، قال له: الظلم فاش ببابك، وأبو جعفر : أبو جعفر . وقال حماد بن خالد : كان يشبه ابن أبي ذئب بسعيد بن المسيب ، وما كان ابن أبي ذئب ، ومالك في موضع عند السلطان إلا تكلم ابن أبي ذئب بالحق والأمر والنهي، ومالك ساكت، وإنما كان يقال: ابن أبي ذئب ، وسعد بن إبراهيم أصحاب أمر ونهي. فقيل له: ما تقول في حديثه؟ قال: كان ثقة في حديثه، صدوقا، رجلا صالحا ورعا. قال يعقوب : ابن أبي ذئب قرشي ومالك يماني.

أنبأنا رزق الله عن محمد بن أبي الفوارس ، حدثنا أبو عمر بن حيويه ، حدثنا [ ص: 252 ] جعفر بن محمد الصندلي ، وأحمد بن الأدمي قالا: أخبرنا الفضل بن زياد قال: سمعت أبا عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل غير مرة يقول: الإيمان قول وعمل، يزيد وينقص.  

وبه أخبرنا الفضل ، حدثنا أبو عبد الله ، حدثنا نوح بن ميمون ، حدثنا بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان عن الضحاك بن مزاحم " ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم " قال: هو على العرش، وعلمه معهم قال: أبو عبد الله : هذه السنة.

وبه قال الفضل : جالس أحمد الشافعي بمكة فأخذ عنه التفتيق وكلام قريش ، وأخذ الشافعي عن أحمد معرفة الحديث، وكل شيء في كتاب الزعفراني : سفيان بن عيينة ، إسماعيل بن علية بلا حدثنا، فهو عن أحمد بن حنبل أخذه.

وأخبرنا عبيد الله بن البقال ، أخبرنا أبو محمد الخلال ، أخبرنا عمر الواعظ ، أخبرنا أحمد بن محمد بن إسماعيل ، حدثنا الفضل بن زياد سمعت أحمد بن حنبل وسئل عن الحديث الذي روي "إن السنة قاضية على الكتاب" فقال أحمد : ما أجسر على هذا أن أقوله، ولكن السنة تفسر الكتاب وتبينه.  

وقال الفضل سألت أبا عبد الله قلت: أختم القرآن، أجعله في الوتر أو في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين كيف أصنع؟  قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع، وادع بنا، ونحن في الصلاة، وأطل القيام. قلت: بم أدعو؟ قال: بما شئت، ففعلت كما أمرني، وهو خلفي يدعو قائما، ورفع يديه.

قال الفضل : وسألت أبا عبد الله عن حديث ابن شبرمة عن الشعبي في رجل نذر أن يطلق امرأته  فقال له الشعبي : أوف بنذرك أترى ذلك؟ فقال: لا والله.

قال الفضل : وسمعت أبا عبد الله - وذكر يحيى بن سعيد القطان - فقال: لا والله ما أدركنا مثله.

[ ص: 253 ] قال: وسمعته سئل عن الرجل يجعل أمر امرأته بيدها؟  فقال: أذهب فيه إلى قول عثمان : القضاء ما قضت.

وقال الفضل : بلغه - يعني أحمد - عن رجل أنه قال: إن الله لا يرى في القيامة  فقال: لعنه الله، من كان من الناس أليس الله يقول: " وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة " وقال " كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون ".

وقال الفضل : سمعت أحمد بن حنبل يقول: أكذب الناس السؤال والقصاص.

التالي السابق


الخدمات العلمية