كان من الفقهاء والأعيان النساك الزهاد ذوي الفتيا الواسعة والتصانيف النافعة من ذلك المجموع وشرح بعض مسائل الكوسج .
حدث عن ابن الصواف ، والخطبي ، وابن مالك في آخرين .
صحب عمر بن بدر المغازلي ، وأبا علي النجاد ، وأبا بكر عبد العزيز وغيرهم .
قال عمر بن البرمكي : سمعت أبا علي النجاد يقول في يحتمل متى كثرت الملائكة بين يديها رجعت أو وقفت ومتى كثرت خلفها أسرعت ويحتمل أن يكون بلوم النفس للجسد ولوم الجسد للنفس يختلف حالها تارة وتارة تقدم الدليل عليه قوله تعالى وقوف الجنازة ورجوعها لا أقسم بيوم القيامة ولا أقسم بالنفس اللوامة ويحتمل أن يكون بقاؤها في حال رجوعها ليتم أجلها لأن الإنسان له أجلان أجل في الدنيا تعلم مدته وأجل عنده لا يعلمه إلا هو قال الله تعالى هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده فنحن نعلم كم مدة أجله من حين يولد إلى أن يدفن في قبره ولا نعلم كم مدة [ ص: 154 ] مكثه في قبره لأنه سمي عنده تبارك وتعالى .
قال أبو علي : سئلت عن فقلت : إذا خفت فصاحبها شهيد لأن الشهيد حي والحي أخف من الميت قال الله تعالى خفة الجنازة وثقلها ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون
وقال أبو حفص البرمكي : سمعت شيخنا أبا بكر عبد العزيز يقول : حدثنا أبو يحيى الساجي بالبصرة حدثنا الربيع بن سليمان قال سمعت يقول : لأن أتكلم في العلم فأخطئ فيقال لي أخطأت خير من أن أتكلم في الكلام فأخطئ فيقال لي كفرت . الشافعي
قال أبو حفص البرمكي : وأخبرنا علي الجوهري حدثنا محمد الأزدي قال حدثنا الفتح بن شخرف حدثنا حدثنا أحمد بن إبراهيم قال : قال لي إبراهيم بن بشار إبراهيم بن أدهم : فروا من الناس فراركم من السبع الضاري ولا تتخلفوا عن الجمعة والجماعات .
وبإسناده قال : قال رضي الله عنه : عمر بن الخطاب [ ص: 155 ] من خاف الله عز وجل لم يشف غيظه ومن اتقى الله عز وجل لم يصنع ما يريد ولولا يوم القيامة كان غير ما ترون .
وبإسناده قال رئي بشر بن الحارث : مقبلا من الجبل قيل له : من أين أقبلت ؟ قال : من أنس الله عز وجل ثم قال : إبراهيم بن أدهم
اتخذ الله مؤنسا ودع الناس جانبا وتشاغل بذكره
إن في ذكره الشفا وارض منه بما قضى
إن في ذلك الغنا
وقال لنا شيخنا سألت أبو محمد : ابن مجاهد عن سنفرغ لكم أيه الثقلان فقال لي في معناه سنقبل وأنشدنا : قوله عز وجل
الآن فرغت إلى تميم فهذا حين صرت لها عذابا
قال : وقال لنا ألظوا بيا ذا الجلال والإكرام . أبو عمر :
وقال : إنما سمى العيد عيدا لأنه يعود في كل سنة بفرح .
ومات أبو حفص البرمكي في جمادى الأولى سنة سبع وثمانين وثلاثمائة ودفن بمقبرة إمامنا وكان له أولاد أحمد إبراهيم ، وأحمد ، وعلي .