57 - أحمد بن محمد بن هانئ الطائي
ويقال الكلبي الأثرم الإسكافي أبو بكر جليل القدر حافظ إمام سمع ، حرمي بن حفص ، وعفان بن مسلم وأبا بكر بن أبي شيبة ، وعبد الله بن مسلم القعنبي وإمامنا في آخرين.
نقل عن إمامنا مسائل كثيرة وصنفها ورتبها أبوابا.
أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد قراءة أخبرنا إبراهيم البرمكي أخبرنا محمد بن نجيب حدثنا حدثنا عمر بن محمد حدثنا أبو بكر الأثرم محمد بن سيار حدثني صاحب الطيالسة حدثنا أبو داود عن شعبة عن عاصم الأحول عن أبي حاجب وهو الأقرع الحكم بن عمرو الغفاري أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يتوضأ الرجل بفضل وضوء المرأة. [ ص: 67 ]
وبه قال قلت فضل وضوء المرأة قال: إذا خلت به فلا يتوضأ منه إنما رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتوضئا جميعا. لأبي عبد الله:
وبه قال: سمعت سئل عن أبا عبد الله فقال: هكذا ووضع يديه كلتيهما على مقدم رأسه ثم جرهما إلى مؤخر رأسه ثم ردهما جميعا إلى المكان الذي منه بدأ وذلك كله في مرة لم يرفعهما عن رأسه ثم قال: على حديث مسح الرأس كيف هو؟ عبد الله بن يزيد.
وبه قال: سمعت يسأل عن أبا عبد الله قيل له تذهب إليه قال: نعم قال المسح على العمامة من خمسة وجوه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - . أبو عبد الله:
وبه قال: سمعت يسأل عن أبا عبد الله قال: يعيد الصلاة قلت: رجل نسي المضمضة والاستنشاق في وضوئه؟ يعيدهما أم يعيد الوضوء كله قال: لا بل يعيدهما ولا يعيد الوضوء قلت: لأبي عبد الله فنسي المضمضة وحدها فقال: الاستنشاق عندي أوكد. لأبي عبد الله
وبه قال: سألت عن أبا عبد الله فقال: نعم يتوضأ قلت له: على إيجاب الوضوء قال: نعم واحتج بحديث الوضوء من القيء؟ ثوبان " أنا صببت لرسول الله وضوءه ".
وقال الأثرم سألت عن أبا عبد الله فقال: كل شيء محدث فإنه لا يعجبني إلا أن يكون صوت الرجل لا يتكلفه. القراءة بالألحان
وقال الأثرم سألت عن أبا عبد الله عرفة قال: أرجو أن لا يكون به بأس فعله غير واحد قال: التعريف في الأمصار يجتمعون في المساجد يوم أبو عبد الله الحسن ، وبكر ، وثابت ، ومحمد بن واسع كانوا يشهدون المسجد يوم عرفة.
وقال الأثرم سمعت وذكر أحمد فقال: ما رأينا نحن مثله وقال سفيان بن عيينة حج علي بن المديني ثنتين وسبعين حجة مات عطاء [ ص: 68 ] سنة خمس عشرة ومائة وحج سفيان بن عيينة سفيان بعد موته بسنة وهو ابن تسع سنين فلم يزل يحج حتى مات.
وقال الأثرم عن أحمد فقال لي: ما أقول؟ ما رأيت أحدا أعلم بالتفسير من مقاتل بن سليمان مقاتل بن سليمان. سألت
وقال الأثرم كنت عند خلف البزاز يوم جمعة فلما قمنا من المجلس صرت إلى قرن الصراة فأردت أن أغتسل للجمعة فغرقت فلم أجد شيئا أتقرب به إلى الله جل ثناؤه أكثر عندي من أن قلت: اللهم إن تحيني لأتوبن من صحبة حارث يعني المحاسبي.
وقال الأثرم كان حارث المحاسبي في عرس لقوم فجاء يطلع على النساء من فوق الدرابزين ثم ذهب يخرجه يعني رأسه فلم يستطع فقيل له لم فعلت هذا قال: أردت أن أعتبر بالحور العين.
قال الأثرم في أثناء كتاب إلى الثغر أعاذنا الله وإياكم من كل موبقة وأنقذنا وإياكم من كل مهلكة وسلمنا وإياكم من كل شبهة ومسكنا وإياكم بصالح ما مضى عليه أسلافنا وأئمتنا.
كتابي إليكم ونحن في نعم متواصلة نسأل الله تمامها ونرغب إليه في الزيادة من فضله والعون على بلوغ رضاه إن في كثير من الكلام فتنة وبحسب الرجل ما بلغ به من الكلام حاجته ولقد حكي لنا أن فضلا كان يتلاكن في كلامه فإن في السكوت لسعة وربما كان من الأمور ما يضيق عنه السكوت وذلك لما أوجب الله من النصيحة وندب العلماء من القيام بها للخاصة والعامة، ولولا ذلك كان ما دعا إليه من الخمول أصوب في دهر قل فيه من يستراح إليه ونشأ فيه من يرغب عنه ونحن في موضع انقطاع عن الأمصار فربما انتهى إلينا الخبر الذي يزعجنا فنحرص على الصبر فنخاف وجوب الحجة من العلم.
ولقد تبين عند أهل العلم عظم المصيبة بما فقدنا من شيخنا رضي الله عنه [ ص: 69 ] أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل إمامنا ومعلمنا ومعلم من كان قبلنا منذ أكثر من ستين سنة وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وما عالم كعالم إنهم يتفاضلون ويتباينون بونا بعيدا فقد ظننت أن عدو الله وعدو المسلمين إبليس وجنوده قد أعدوا من الفتن أسبابا انتظروا بها فقده لأنه كان يقمع باطلهم ويزهق أحزابهم.
وكانت أول بدعة علمتها فاشية من الفتن المضلة ومن العماية بعد الهدى وقد رأيت قوما في حياة كانوا لزموا أبي عبد الله البيت على أسباب من النسك وقلة من العلم فأكرمهم الناس ببعض ما ظهر لهم من حبهم للخير فدخلهم العجب مع قلة العلم فكان لا يزال أحدهم يتكلم بالأمر العجيب فيدفع الله ذلك بقول الشيخ جزاه الله أفضل ما جزى من تعلمنا منه ولا يكون من أحد منهم من ذلك شيء إلا كان سبب فضيحته وهتك ما مضى من ستره فأنا حافظ من ذلك لأشياء كثيرة وإنما هذا من مكايد إبليس مع جنوده، يقول لأحدهم أنت أنت ومن مثلك؟ فقل، قد قال غيرك، ثم يلقي في قلبه الشيء ليس هناك سعة في علم فيزين عنده: أن يبتدئه ليشمت به. وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وقد ظننت أن آخرين يلتمسون الشهرة ويحبون أن يذكروا وقد ذكر قبلهم قوم بألوان من البدع فافتضحوا ولأن يكون الرجل تابعا في الخير خير من أن يكون رأسا في الشر وقد قال ابن مسعود: وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل بدعة ضلالة " وقال: أيها الناس " إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول " البركة مع أكابركم " وقال " لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم " وقال ابن مسعود " ابن عمر " وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة ألا هلك المتنطعون " وقال الصديق رضي الله عنه أي أرض تقلني؟ وأي [ ص: 70 ] سماء تظلني؟ إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم وقال علي ما أبردها على الكبد إذا سئل الرجل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وقال أبو موسى من علمه الله علما فليعلمه الناس وإياه أن يقول مالا علم له به فيصير من المتكلفين ويمرق من الدين وقال إذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقر ولا يستحي وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أحاديث أنه قال: " ابن مسعود " وفي بعضها لا تجوز من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين وفي بعضها أنه شهادة محدث في الإسلام قيل يا رسول الله وما الحدث؟ قال: من قتل نفسا بغير نفس ومن امتثل مثلة بغير قود أو ابتدع بدعة بغير سنة فقرن ذلك بقتل النفس ولعنة الله والملائكة وقال ما حدثوك عن رأيهم فألقه في الحش. الشعبي
وقال إياك وما أحدث المحدثون فإنه لم تكن بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة منها فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة وإن السنة إنما سنها من قد علم ما جاء في خلافها من الخطإ والزلل والحمق والتعمق وارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم عن علم وقفوا وببصر ناقد كفوا ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى وبفضل - لو كان فيها - أحرى إنهم لهم السابقون فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فقد سبقتموهم إليه وإن قلتم حدث حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم ولقد تكلموا منه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم مقصر ولا فوقهم محسر لقد قصر دونهم أقوام فجفوا وطمح آخرون عنهم فغلوا وإنهم مع ذلك لعلى هدى مستقيم. عمر بن عبد العزيز
وقال القاسم بن محمد لأن يعيش الرجل جاهلا خير له من أن يقول على الله مالا يعلم.
وقال إن من العلم: إذ سئل الرجل عما لا يعلم أن يقول: الله أعلم. [ ص: 71 ] ابن مسعود
وقال ابن عمر العلم ثلاث: آية محكمة وسنة ماضية ولا أدري.
وقال " لا أدري نصف العلم ". الشعبي
وقال " إياك أن يقول الرجل: حرم هذا ونهى عن هذا فيقول الله له كذبت ". الربيع بن خثيم
وقال أحمد بن عبد الرحمن الحميري لأن أرده مغبة أحب إلي من أن أتكلفه.
وقال والله ما أبالي سئلت عما أعلم أو عما لا أعلم. الشعبي
يقول إنه يسهل علي أن أقول لا أعلم.
وقال إنك لن تخطئ الطريق ما دمت على الأثر وقال عبد الله بن عتبة بن مسعود ابن عباس وقال عليك بالاستقامة وإياك والبدع والتبدع إياكم والتبدع والتنطع وعليكم بالعتيق. معاذ بن جبل
وقال لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم. ابن عباس
وقال إبراهيم وقد جعل الله على الحق نورا يكشف به العلماء ويصرف به شبهات الخطإ وإن الباطل لا يقوم للحق قال الله عز وجل " ما جعل الله في هذه الأهواء مثقال ذرة من خير وما هي إلا زينة من الشيطان وما الأمر إلا الأمر الأول بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون " فهذه لكل واصف كذب إلى يوم القيامة وإن أعظم الكذب أن تكذب على الله.
وإن وإن كان قريبا موته فقد تقدمت إمامته ولم يخلف فيكم شبهة وإنما أبقاه الله لينفع به فعاش ما عاش حميدا ومات بحمد الله [ ص: 72 ] مغبوطا يشهد له خيار عباد الله الذين جعلهم الله شهداء في أرضه ويعرفون له ورعه وتقواه واجتهاده وزهده وأمانته في المسلمين وفضل علمه ولقد انتهى إلينا أن الأئمة الذين لم ندركهم كان منهم من ينتهي إلى قوله ويسأله ومنهم من يقدمه ويصفه. ولقد أخبرت أن أبا عبد الله كان ربما سأله وأن وكيع بن الجراح كان يحكي عنه ويحتج به ويقدمه في العلم ويصفه. وذلك نحو ستين سنة. وأخبرت أن عبد الرحمن بن مهدي كانت أكثر معرفته بالحديث مما تعلم منه ولقد أخبرت أن الشافعي كان يهابه وقال لي شيخ مرة ضحكنا من شيء وثم إسماعيل بن علية فجئنا بعد إلى أحمد بن حنبل إسماعيل فوجدناه غضبانا فقال: تضحكون وعندي وأخبرت أن أحمد بن حنبل ذكره فبكى وأخبرت أن يزيد بن هارون يزيد عاده في منزله وأخبرت أن قال: ما جاءنا مثله. أبا عاصم
وكم بلغنا مثل هذا وذكر تمام الرسالة بطولها.
وقال وذكر أبو بكر الخلال الأثرم فقال: جليل القدر حافظ وكان لما قدم عاصم بن علي بن عاصم بغداد طلب رجلا يخرج له فوائد يمليها فلم نجد له في ذلك الوقت غير فكأنه لما رآه لم يقع منه بموقع لحداثة سنه فقال له: أخرج كتبك فجعل يقول له: هذا الحديث خطأ وهذا الحديث كذا وهذا غلط وأشياء نحو هذا فسر أبي بكر الأثرم عاصم به وأملاه قريبا من خمسين مجلسا فعرضت على فقال: هذه أحاديث صحاح. أحمد بن حنبل
وكان يعرف الحديث ويحفظه ويعلم العلوم والأبواب والمسند فلما صحب ترك ذلك فأقبل على مذهب أحمد بن حنبل أبي عبد الله.
فسمعت يقول قال: أبا بكر المروذي الأثرم كنت أحفظ يعني الفقه والاختلاف فلما صحبت تركت ذلك كله. [ ص: 73 ] أحمد بن حنبل
وكان معه تيقظ عجيب حتى نسبه ، يحيى بن معين ويحيى بن أيوب المقابري فقال: أحد أبوي الأثرم جني.
وقال وأخبرني الخلال قال: سمعت أبو بكر بن صدقة أبا القاسم بن الجيلي قال: قدم رجل فقال: أريد رجلا يكتب لي من كتاب الصلاة ما ليس في كتب ابن أبي شيبة قال: فقلنا له أو فقالوا ليس لك إلا قال: فوجهوا إليه ورقا فكتب ستمائة ورقة من كتاب الصلاة قال: فنظرنا فإذا ليس في كتاب أبو بكر الأثرم ابن أبي شيبة منه شيء.
قال وسمعت الحسن بن علي بن عمر الفقيه يقول قدم شيخان من خراسان للحج فحدثا فلما خرجا طلب قوم من أصحاب الحديث أحدهما قال: فخرج يعني إلى الصحراء فقعد هذا الشيخ ناحية معه خلق من أصحاب الحديث والمستملي وقعد الآخر ناحية قال: وقعد الأثرم بينهما فكتب ما أملاه هذا وما أملاه هذا.
قال وأخبرني عبد الله بن محمد قال: سمعت سعيد بن عتاب يقول سمعت يقول كان أحد أبوي يحيى بن معين الأثرم جنيا.
قال وأخبرني قال: سمعت أبو بكر بن صدقة إبراهيم بن الأصبهاني يقول أحفظ من أبو بكر الأثرم وأتقن. أبي زرعة الرازي
قال وسمعت أبا بكر محمد بن علي يقول سمعت أبا بكر الأثرم يقول ستر من الله على أصحابه فينبغي لأصحاب أحمد بن حنبل أن يتقوا الله ولا يعصوه مخافة أن يعيروا أحمد بأحمد بن حنبل.
وقال في رواية أحمد الأثرم والمحرم لا يلبس نعلا لها قيد ووصف القيد سير يجعل في الزمام معترضا.
قال وقال الأثرم سمعت مرارا يقول إذا قام من المجلس سبحانك اللهم وبحمدك حتى أرى شفتيه تتحركان فلا أفهم بقية كلامه [ ص: 74 ] كأنه يذهب إلى ما روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أبا عبد الله روى كفارة المجلس ، أبو برزة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يقول وأبو هريرة " سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك " ولم يقع لي تاريخ وفاته.