الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
423 - أخبرنا أبو نصر عمر بن عبد العزيز بن قتادة ، أنا أبو الحسن محمد بن أحمد بن زكريا الأديب ، ثنا الحسين بن محمد بن زياد القباني ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، أنا وهب بن جرير ثنا أبي ، ثنا محمد بن إسحاق ، حدثني الزهري ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ، وعن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة ، وعن عروة بن الزبير ، [ ص: 495 ] وصلب الحديث ، عن أبي بكر بن عبد الرحمن ، عن أم سلمة ، زوج النبي صلى الله عليه وسلم "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما فتن أصحابه بمكة أشار عليهم أن يلحقوا بأرض الحبشة"  ، فذكر الحديث ، وقال فيه: فقال جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه للنجاشي: بعث الله عز وجل إلينا رسولا نعرف نسبه ، وصدقه ، وعفافه ، فدعا إلى أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا ، ونخلع من يعبد قومه وغيرهم من دونه ، وأمرنا بالمعروف ، ونهانا عن المنكر ، وأمرنا بإقام الصلاة والصيام والصدقة وصلة الرحم ، وكل ما نعرف من الأخلاق الحسنة ، وتلا علينا تنزيلا لا يشبهه شيء غيره ، فصدقناه ، وآمنا به ، وعرفنا أن ما جاء به هو الحق من عند الله وذكر الحديث قلت: وقد كان لنبينا صلى الله عليه وسلم جميع هذه الأنواع ، أما الرسالة فقد كان جبريل - عليه الصلاة والسلام - يأتيه بها من عند الله عز وجل ، وأما الرؤيا في المنام ، فقد قال الله عز وجل: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام إن شاء الله آمنين وذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري وهو بالحديبية أنه يدخل مكة هو وأصحابه آمنين محلقين رؤوسهم ومقصرين  ، فقال له أصحابه حين نحر بالحديبية: أين رؤياك يا رسول الله؟ فأنزل الله تبارك وتعالى: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق إلى قوله تعالى: فجعل من دون ذلك فتحا قريبا يعني النحر بالحديبية ، ثم رجعوا ففتحوا خيبر ، ثم اعتمر بعد ذلك ، فكان تصديق رؤياه صلى الله عليه وسلم في السنة المقبلة "".

[ ص: 496 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية