الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
425 - أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي ، أنا أبو الحسن المحمودي ، ثنا أبو عبد الله محمد بن علي الحافظ ، ثنا أبو موسى محمد بن المثنى ، ثنا حجاج بن منهال ، [ ص: 497 ] ثنا عبد الله بن عمر ، عن يونس بن يزيد ، سمعت الزهري ، حين سئل عن قول الله ، عز وجل: وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب  الآية قال: نزلت هذه الآية تعم من أوحى الله إليه من النبيين " ، قال: فالكلام كلام الله تعالى الذي كلم به موسى من وراء حجاب ، والوحي ما يوحي الله به إلى النبي من أنبيائه ، فيثبت الله تعالى ما أراد من وحيه في قلب النبي ، فيتكلم به النبي عليه الصلاة والسلام ، ويبينه وهو كلام الله ووحيه ، ومنه ما يكون بين الله ورسله لا يكلم به أحد من الأنبياء أحدا من الناس ، ولكنه سر غيب بين الله ورسله ، ومنه ما يتكلم به الأنبياء ، ولا يكتبونه لأحد ، ولا يأمرون بكتابته ، ولكنهم يحدثون به الناس حديثا ، ويبينون لهم أن الله تعالى أمرهم أن يبينوه للناس ويبلغوهم ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء من اصطفى من ملائكته؛ فيكلمون أنبياءه من الناس ، ومن الوحي ما يرسل الله به من يشاء؛ فيوحون به وحيا في قلوب من يشاء من رسله ، وقد بين الله عز وجل لنا في كتابه أنه يرسل جبريل عليه السلام إلى محمد صلى الله عليه وسلم ، قال الله عز وجل في كتابه: قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين ، وذكر أنه الروح الأمين ، فقال: وإنه لتنزيل رب العالمين نزل به الروح الأمين على قلبك الآية، فذهب في الوحي الأول إلى أنه ما يوحي الله به إلى النبي فيثبت ما أراد من وحيه في قلبه ، فيتكلم به النبي ، وهذا يجمع حال اليقظة والنوم وذهب فيما يوحي الله تعالى إلى النبي بإرسال الملك إليه إلى أنه يكون على نوعين: [ ص: 498 ] "أحدهما" : أن يأتيه الملك فيكلمه بأمر الله تكليما ، "والآخر" : أنه يأتيه فيلقي في روعه ما أمره الله عز وجل ، وكل ذلك بين في الأخبار.

التالي السابق


الخدمات العلمية