فصل
قال أهل التاريخ: توفي رضي الله عنه، منصرف خباب رضي الله عنه، من علي صفين إلى الكوفة، وهو أول من قبر بظهر الكوفة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 387 ] .
قال عاد ناس من أصحاب يحيى بن جعدة: محمد صلى الله عليه وسلم، خبابا فقالوا: أبشر أبا عبد الله، ترد على محمد صلى الله عليه وسلم.
وعن ، قال: سرنا مع زيد بن وهب رضي الله عنه، حين رجع من علي صفين حتى إذا كان عند باب الكوفة إذ نحن بقبور سبعة على أيماننا، فقال: ما هذه القبور؟ قالوا: يا أمير المؤمنين، إن توفي بعد مخرجك إلى خباب بن الأرت صفين، وأوصى بأن يدفن بظهر الكوفة، وكان الناس إنما يدفنون موتاهم في أفنيتهم وعلى أبواب دورهم، فلما رأوا خبابا أوصى أن يدفن بالظهر وبالظهر يعني بظهر الكوفة، فقال رضي الله عنه: علي خبابا أسلم راغبا وهاجر طائعا، وعاش مجاهدا، وابتلي في جسمه أحوالا، ولن يضيع الله أجر من أحسن عملا، ثم دنا من القبور، فقال: السلام عليكم يا أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، أنتم لنا سلف فارط، ونحن لكم تبع، عما قليل لاحق، اللهم اغفر لنا ولهم، وتجاوز بعفوك عنا وعنهم، طوبى لمن ذكر المعاد، وعمل للحساب، وقنع بالكفاف، ورضي عنه الله عز وجل. رحم الله
قيل: توفي وهو ابن ثلاث وسبعين سنة [ ص: 388 ] . خباب