الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
باب السين

58 - ذكر سعد بن معاذ الأنصاري رضي الله عنه

من بني عبد الأشهل، أوسي، شهد بدرا، وأحدا، واستشهد يوم الخندق، واهتز لموته عرش الرحمن.

قال علقمة: قالت عائشة، رضي الله عنها: حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر ، وعمر ، رضي الله عنهما، سعد بن معاذ ، رضي الله عنه، وهو يموت في المسجد في القبة التي ضربها عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، قالت: فوالذي نفسي بيده إني لأعرف بكاء أبي بكر من بكاء عمر ، وكانوا كما قال الله، عز وجل: رحماء بينهم [ ص: 425 ] .

وقالت عائشة، رضي الله عنها: "انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من جنازة سعد ، ودموعه تحادر على لحيته، ويده في لحيته" وعن ابن عمر ، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هذا الذي تحرك له عرش الرحمن، وفتحت له أبواب السماء، وشهده سبعون ألفا من الملائكة، ولقد ضم ضمة ثم فرج عنه"   [ ص: 426 ] قال أنس بن مالك: افتخر الحيان من الأنصار، الأوس والخزرج، فقالت الأوس: منا أربعة: غسيل الملائكة، ومنا من اهتز له عرش الرحمن، ومنا من حمته الدبر عاصم بن ثابت ، ومنا من أجيزت شهادته بشهادة رجلين خزيمة بن ثابت ، فقال الخزرجيون: منا أربعة جمعوا القرآن لم يجمعه غيرهم، زيد بن ثابت ، وأبو زيد ، وأبي بن كعب ، ومعاذ بن جبل ، رضي الله عنهم.

قال أصحاب المغازي: لما أسلم سعد بن معاذ ، وقف على قومه، فقال: يا بني عبد الأشهل، كيف تعلمون أمري فيكم؟ قالوا: سيدنا وأفضلنا وأيمننا نقيبة.

قال: فإن كلامكم علي حرام، ورجالكم، ونساؤكم حتى تؤمنوا بالله ورسوله، فما بقي من بني عبد الأشهل رجل، وامرأة إلا مسلم، أو مسلمة [ ص: 427 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية