975 - حدثنا ، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد أبو بكر ، عن ، عن أبيه، قال: عاصم بن كليب "خطبنا عمر ، وعليه قطري أو ثوب أبيض، فيه رقعة، إذا رأيتها كأنها من أدم، فخطبنا، فكان يقرأ على المنبر آل عمران، ويقول: إنها أحدية، ثم قال: تفرقنا عن رسول الله يوم أحد، فصعدت الجبل، فسمعت يهوديا يقول: قتل محمد، فقلت: لا أسمع أحدا يقول: قتل محمد إلا ضربت عنقه، فنظرت فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتراجعون إليه، فنزلت هذه الآية: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل " [ ص: 403 ] .
976 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا أحمد بن سعيد ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا أبي، عن وهب بن جرير ، عن علي بن الحكم الضحاك ، وأما قوله: " وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل عنى بذلك قوما من أهل الارتياب، والمرض، والنفاق، قالوا ذلك يوم أحد حين انهزم الناس، وكسرت رباعية رسول الله، وشج فوق حاجبه، ففقدوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فتناعوه، وقالوا: لو كان محمد رسولا ما مات، ولا قتل، فالحقوا بدينكم الأول".
977 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا عمرو بن محمد ، قال: حدثنا ، عن فضيل بن مرزوق ، قال: "لما كان يوم عطية العوفي أحد انهزم إخوانكم، قال بعض الناس: إن كان محمد قد أصيب، فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم، وقال بعضهم: إن كان محمد قد أصيب، ألا تمضون على ما مضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل الآية فأنزل الله جل وعز وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله -بقتل نبيهم- إلى قوله: فآتاهم الله ".
978 - حدثنا ابن بنت منيع ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا يحيى الحماني ، عن عبد الله بن جعفر المخرمي أبي عون ، عن ، قال: [ ص: 404 ] قلت المسور بن مخرمة "أي خال، أخبرني عن قصتكم يوم لعبد الرحمن بن عوف: أحد! قال: " اقرأ وإذ غدوت من أهلك تبوئ إلى قوله: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، قال: هو صياح الشيطان يوم أحد قتل محمد".
979 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أحمد بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، قال: "قفل رسول الله من حجة الوداع، فأقام بالمدينة في ذي الحجة، والمحرم، وصفر، وصوب على الناس بفناء".
980 - كما حدثنا علي ، [ قال: حدثنا] أحمد ، قال: حدثنا إبراهيم ، عن محمد بن إسحاق ، عن محمد بن جعفر ، عن ، أنه قال: "أمر عليهم عروة بن الزبير ، مولاه، فبينا الناس على ذلك، ابتدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكواه الذي قبضه الله فيه، إلى ما أراد به من رحمته وكرامته، في ليال بقين من صفر، أو في أول شهر ربيع الأول". أسامة بن زيد بن حارثة
قال "فكان أول ما ابتدئ به من ذلك -فيما ذكر لي- أنه خرج إلى ابن إسحاق: البقيع، بقيع الغرقد، من جوف الليل، فاستغفر لهم، ثم رجع إلى أهله، فلما أصبح ابتدئ بوجعه من يومه ذلك" [ ص: 405 ] .
981 - كما حدثنا علي ، قال: حدثنا أحمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، قال: حدثني عبد الله بن عمر بن علي العبلي ، عن عبيد بن جبير، مولى الحكم بن أبي العاص ، عن ، عبد الله بن عمرو بن العاص أبي مويهبة ، قال: "لقيني رسول الله صلى الله عليه وسلم من جوف الليل، فقال: يا أبا مويهبة إني البقيع، فانطلق معي"، فانطلقت معه، فلما وفد بين أظهرهم قال: "السلام عليكم يا أهل المقابر"، ثم أقبل علي، فقال: "يا أمرت أن أستغفر لأهل أبا مويهبة ، قد علمت أني قد أوتيت مفاتيح خزائن الدنيا، والخلد فيها، ثم الجنة، خيرت بين ذلك وبين لقاء ربي والجنة"، قال: قلت: بأبي أنت وأمي فخذ مفاتيح خزائن الدنيا، والخلد فيها، ثم الجنة! قال: "لا والله يا أبا مويهبة ، لقد اخترت لقاء ربي والجنة" قال: ثم استغفر لأهل البقيع، ثم انصرف، فبدئ رسول الله في وجعه الذي قبضه الله فيه حين أصبح". عن
982 - قال محمد بن إسحاق: قال حدثني ابن شهاب الزهري: ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قالت: عائشة، "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيرا ما أسمعه يقول: "إن الله لم يقبض نبيا حتى يخيره"، قالت: فلما حضر رسول [ ص: 406 ] الله كان آخر ما سمعتها منه وهو يقول: "بل الرفيق الأعلى في الجنة"، قالت: فقلت: إذا -والله- لا يختارنا، وعرفت أنه الذي كان يقول لنا: "إن نبيا لا يقبض حتى يخير".
983 - فحدثنا علي ، قال: حدثنا أحمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ، عن صالح بن كيسان ، قال: قالت ابن شهاب عائشة: بدئ رسول الله صلى الله عليه وسلم بشكواه الذي توفي منه، وهو في بيت زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فخرج في يومه ذلك، حتى دخل علي، قالت: فقلت: وارأساه، قال: "وددت أن ذلك يكون وأنا حي، فأصلي عليك، وأدفنك، بل أنا وارأساه، ادعي أباك وأخاك أعهد إليهما، فإني أخاف أن يتمن متمن، أو يقول: أنا، ويأبى الله ذلك والمؤمنون". ميمونة،
ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاشتد وجعه، فقال الناس: قوموا فصلوا، قالت ميمونة، ثم استأذن رسول الله نساءه أن يكون في بيت عائشة: ويقال: إنما قالت ذلك لهن عائشة، فقالت: إنه يشق على رسول الله الاختلاف، فأذن له، فخرج من بيت فاطمة، إلى بيت ميمونة تخط رجلاه بين عائشة، عباس ورجل آخر، حتى دخل بيت عائشة [ ص: 407 ] .
984 - فحدثنا علي ، قال: حدثنا أحمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر الرازي ، عن ، أنه قال: أنس بن مالك فخرج رسول الله حتى قام على باب "لما كان يوم الاثنين الذي قبض الله فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، خرج إلى الناس -وهم يصلون الصبح-، فرفع الستر، وفتح الباب، فكاد المسلمون أن يفتتنوا في صلاتهم برسول الله صلى الله عليه وسلم حين رأوه، فرحا به. عائشة،
فأشار عليهم أن اثبتوا على صلاتكم، ثم رجع رسول الله، وانصرف الناس، وهم يرون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أفرق من وجعه، فرجع أبو بكر إلى أهله بالسنح".
985 - حدثنا علي ، قال: حدثنا أحمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن ، عن الزهري ، عبد الله بن كعب بن مالك عن ، قال: "خرج يومئذ عبد الله بن عباس رضي الله عنه على الناس، من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الناس: يا علي بن أبي طالب أبا حسن ، كيف أصبح رسول الله؟ قال: أصبح -بحمد الله- بارئا، قال: فأخذ العباس بيده، ثم قال: أحلف بالله، لقد عرفت الموت في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما كنت [ ص: 408 ] أعرفه في وجوه بني عبد المطلب، فتوفي رسول الله حين اشتد الضحى من ذلك اليوم".
986 - قال ، عن الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، قال: أبي هريرة "لما توفي رسول الله قام ، فقال: إن رجالا من المنافقين يزعمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم توفي، وإن رسول الله -والله- ما مات، ولكنه ذهب إلى ربه، كما ذهب عمر بن الخطاب موسى بن عمران، فقد غاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع إليهم بعد أن قيل: مات، والله ليرجعن رسول الله كما رجع موسى، فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم، زعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات.
قال: وأقبل أبو بكر حتى نزل على باب المسجد حين بلغه الخبر، وعمر يكلم الناس، فلم يلتفت إلى شيء، حتى دخل على رسول الله في بيت ورسول الله صلى الله عليه وسلم في ناحية البيت مسجى، عليه برد حبرة، فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم أكب عليه، فقبله، وقال: بأبي أنت وأمي، أما الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها، ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا، قال: ثم رد البرد على وجه رسول الله، ثم خرج عائشة، وعمر يكلم الناس، فقال: على رسلك يا عمر ، أنصت، قال: فأبى إلا أن يتكلم، قال: فلما رآه أبو بكر لا يصمت، أقبل على الناس، فلما سمع الناس كلامه، أقبلوا عليه، وتركوا عمر ، فحمد الله عز وجل، وأثنى عليه.
[ ص: 409 ] ثم قال: محمدا، فإن محمدا صلى الله عليه وسلم قد مات، ومن كان يعبد الله عز وجل فإن الله حي لا يموت، قال: ثم تلا هذه الآية: أيها الناس، إنه من كان يعبد وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين قال: فوالله لكأن الناس لم يعلموا أن هذه الآية نزلت حتى تلاها أبو بكر يومئذ، قال: وأخذها الناس عن أبي بكر ، فإنما هي في أفواههم، قال: فقال قال أبو هريرة: عمر: والله ما هي إلا أن سمعت أبا بكر تلاها، فعقرت حتى وقعت إلى الأرض، وما تحملني رجلاي، وعرفت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد مات".
987 - قال أحمد حدثنا إبراهيم ، عن محمد بن إسحاق ، عن ، عن حسين بن عبد الله ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، قال: والله إني لأمشي مع عبد الله بن عباس عمر في خلافته وهو عامد إلى حاجة له، وفي يده الدرة، وما معه غيري، قال: وهو يحدث نفسه، ويضرب جهة قدمه بدرته، إذ التفت إلي، فقال: يا "هل ترى ما كان حملني على مقالتي التي قلت حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت: لا أدري يا أمير المؤمنين أنت أعلم! قال: فإنه -والله- إن الذي حملني على ذلك، إلا أني كنت أقرأ هذه الآية: ابن عباس: وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا [ ص: 410 ] فوالله إني كنت لأظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سيبقى في أمته، حتى يشهد عليها بآخر أعمالها، فإنه للذي حملني على أن قلت ما قلت!".
988 - قال حدثني ابن إسحاق: ، عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن ابن شهاب الزهري ، عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود ، قال: قال عبد الله بن عباس ، -وذكر عمر بن الخطاب أبا بكر -: " إنه قد كان من خبرنا حين توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الأنصار اجتمعوا بأشرافهم في سقيفة بني ساعدة، فانطلقنا نؤمهم حتى جئناهم، في سقيفة بني ساعدة، فإذا رجل، فلما جلسنا نشهد خطيبهم، فلما سكت قام أبو بكر ، فتكلم، فارتفعت الأصوات، فقلت: أبا بكر ، فبسط يده فبايعته، وبايعه المهاجرون، ثم بايعه الأنصار". ابسط يدك يا عن
989 - قال ابن إسحاق: "فبلغني إنا نخشى أن نفتتن بعده، فقال أن الناس بكوا على رسول الله، حين توفاه الله"، وقالوا: "والله لوددنا أنا متنا قبله، معن بن عدي: لكني والله ما أحب أني مت قبله، حتى أصدقه ميتا كما صدقته حيا، فقتل معن يوم اليمامة شهيدا.
فلما بويع أبو بكر أقبل الناس على جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء" [ ص: 411 ] .
990 - فحدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أحمد بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، عن عبد الله بن أبي بكر ، وحسين بن عبد الله ، وغيرهما، ، علي بن أبي طالب ، والعباس بن عبد المطلب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن عباس وأسامة بن زيد ، ، هم الذين ولوا غسله، وشقران مولى رسول الله وأن "أن أوس بن خولي ، أحد بني عوف بن الخزرج، قال رضي الله عنه: أنشدك الله يا لعلي بن أبي طالب علي ، وحظنا من رسول الله -وكان أوس من أصحاب بدر-، قال: ادخل، فدخل، فجلس، وحضر غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأسنده علي إلى صدره، وكان العباس والفضل يغسلونه معه، وكان وقثم ، أسامة بن زيد وشقران مولياه، هما اللذان يصبان عليه الماء، وعلي يغسله، قد أسنده إلى صدره، وعليه قميصه يدلكه به من ورائه، لا يفضي بيده إلى رسول الله، وعلي يقول: بأبي أنت وأمي، طبت حيا وميتا! ولم ير من رسول الله شيئا، مما يرى من الميت".
991 - قال حدثني ابن إسحاق: ، عن أبيه يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عباد ، قالت: [لما أرادوا] غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا فيه، فلما اختلفوا ألقى الله عليهم النوم، حتى ما منهم رجل إلا ذقنه في صدره، ثم كلمهم مكلم من ناحية البيت، لا يدرون من هو: أن [ ص: 412 ] غسلوا النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثيابه، قالت: فقاموا إلى رسول الله، فغسلوه وعليه قميصه، يصبون الماء فوق القميص، ويدلكونه والقميص دون أيديهم". عائشة، عن
992 - قال وحدثني ابن إسحاق: ، عن حسين بن عبد الله ، عكرمة مولى ابن عباس ، قال: "لما أرادوا أن يحفروا لرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أبو عبيدة يضرح كحفر أهل مكة، وكان أبو طلحة زيد بن سهل هو الذي يحفر لأهل المدينة، وكان يلحد، فدعا العباس رجلين، فقال لأحدهما: اذهب إلى أبي عبيدة، وللآخر اذهب إلى أبي طلحة، اللهم خر لرسولك، قال: فوجد صاحب أبي طلحة أبا طلحة، فجاء به، فلحد لرسول الله. ابن عباس
وقد كان المسلمون اختلفوا في دفنه، فقال أبو بكر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فرفع فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي توفي عليه فحفر له تحته. "ما قبض نبي إلا دفن حيث يقبض"،
فلما فرغ من جهاز رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الثلاثاء، وضع على سريره في بيته، ثم دخل الناس على رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون عليه أرسالا: الرجال، حتى إذا فرغوا أدخل النساء، حتى إذا فرغ النساء، أدخل الصبيان، ثم العبيد، ولم يؤم الناس على رسول الله أحد.
ثم دفن رسول الله من أوسط الليل، ليلة الأربعاء" [ ص: 413 ] . عن
993 - قال حدثني ابن إسحاق: ، عن امرأته عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم فاطمة بنت محمد بن عمارة، عن عمرة بنت عبد الرحمن بن أسعد بن زرارة، قالت: "ما علمنا بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سمعنا صوت المساحي، من جوف الليل، من ليلة الأربعاء". عائشة أم المؤمنين عن
994 - قال محمد: وقد حدثتني هذا الحديث. فاطمة
، علي بن أبي طالب ، والفضل بن العباس ، وقثم بن العباس صلى الله عليه وسلم، وقال وشقران مولى رسول الله أوس بن خولي -أنشدك الله- وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: انزل، فنزل مع القوم". لعلي بن أبي طالب: وكان الذين نزلوا في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم،
995 - قال أحمد: وحدثنا إبراهيم بن سعد ، عن ، عن سفيان الثوري ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن الشعبي ابن أبي مرحب ، قال: عبد الرحمن بن عوف". "نزل في قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة: أحدهم:
996 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أحمد بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، قال: قال فحدثني ابن إسحاق: أبي إسحاق بن يسار ، [ ص: 414 ] عن مقسم مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل ، عن مولاه عبد الله بن الحارث ، قال: "اعتمرت مع ، في زمن علي بن أبي طالب عمر ، أو زمن عثمان ، فنزل على أخته فدخل عليه نفر من أهل أم هانئ، العراق، فقالوا: يا أبا حسن ، جئناك نسألك عن أمر، نحب أن تخبرنا عنه، قال: أظن يخبركم، أنه كان أحدث الناس عهدا برسول الله، قالوا: أجل! عن ذاك جئناك نسألك! قال: أحدث الناس عهدا برسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة قثم بن العباس".
997 - قال محمد بن إسحاق: وحدثني ، عن صالح بن كيسان ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة قالت: عائشة، كان آخر ما عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قال: "لا يترك بجزيرة العرب دينان".
وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم لاثنتي عشرة ليلة مضت من شهر ربيع الأول، في اليوم الذي قدم فيه المدينة مهاجرا، قالت: كمل في هجرة عشر سنين كوامل".
قال ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين، فكانت ابن إسحاق: فيما بلغني تقول: عائشة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، [ ص: 415 ] ارتدت العرب، واشرأبت اليهودية، والنصرانية، وغمر النفاق، فصار المسلمون كالغنم المطيرة المغيرة، في الليلة الشاتية، لفقد نبيهم -صلوات الله عليه-، حتى جمعهم الله على أبي بكر.
وبكى المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال أبو بكر -فيما بلغني والله أعلم-:
أجدك ما لعينك لا تنام كأن جفونها فيها كلام لأمر مصيبة عظمت وجلت
فدمع العين أهونه السمام فجعنا بالنبي وكان فينا
إمام كرامة نعم الإمام وكان قوامنا والرأس منا
فنحن اليوم ليس لنا قوام
قوله جل وعز: أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم الآية.
998 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا محمد بن يحيى ، قال: حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة العباد ، قال: حدثنا أسباط ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن أن ابن عباس: عليا كان يقول في حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل يقول: أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم والله لا ننقلب على [ ص: 416 ] أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل، لأقاتلن ما قاتل عليه، حتى أموت، والله إني لأخوه، ووليه، ووارثه وابن عمه، ومن أحق به مني؟".
999 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا أحمد بن نصر ، عن أبي عباد ، قال: حدثنا ، عن سفيان بن عيينة ، قال: الزهري لما نزلت هذه الآية: ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم قالوا: يا رسول الله، قد علمنا أن الإيمان يزداد، فهل ينقص؟ قال: "إي والذي بعثني بالحق إنه لينقص!" فقالوا: يا رسول الله فهل في ذلك دلالة في كتاب الله؟ فقال: "نعم، ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية: وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ، فالانقلاب نقصان، ولا كفر".
1000 - حدثنا أبو حاتم محمد بن حاتم بن إدريس بن المنذر ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا نعيم بن حماد ، عن ابن المبارك ، عن يونس بن يزيد ، عن الزهري أبي سلمة ، عن قالت: عائشة، أبو بكر تلا وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل ، لم يعلم الناس أن هذه الآية نزلت في كتاب الله، حتى قرأها أبو بكر عليهم" [ ص: 417 ] . "لما خرج
1001 - حدثنا محمد بن علي ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا سعيد بن منصور عثمان ، عن ، عن خصيف ، أنه كان يقول: "ما سمعنا أن نبيا قط قتل في القتال". سعيد بن جبير
1002 - حدثنا زكريا ، قال: حدثنا إسحاق ، قال: أخبرنا روح ، قال: حدثنا سعيد ، عن قتادة: أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم يقول: "إن مات نبيكم أو قتل، ارتددتم كفارا بعد إيمانكم".
1003 - أخبرنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز الأثرم ، عن أبي عبيدة: انقلبتم على أعقابكم "كل من رجع عما كان عليه، فقد رجع على عقبيه".
1004 - حدثنا ، قال: حدثنا علي بن عبد العزيز أحمد بن محمد ، قال: حدثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق: ومن ينقلب على عقبيه ; أي: "يرجع عن دينه " فلن يضر الله شيئا ; أي: "لن ينقص ذلك عن الله، ولا ملكه، ولا سلطانه، ولا قدرته " وسيجزي الله الشاكرين ; أي: "من أطاعه، وعمل بأمره" [ ص: 418 ] .