18 - بمكة والنجم إذا هوى فلما بلغ أفرأيتم اللات والعزى قال: "فإن شفاعتهن ترتجى" فسها فلقيه المشركون والذين في قلوبهم مرض فسلموا عليه وفرحوا فقال لهم: "إنما ذلك [ ص: 449 ] من الشيطان" فأنزل الله جل وعز قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان الآية".
19 - وقال قرأ قتادة: "فإن شفاعتهن ترتجى وإنهن لهن الغرانيق العلا".
قال الحديثان منقطعان والكلام على التأويل فيهما قريب: أبو جعفر:
[ ص: 450 ] فقال قوم: هذا على التوبيخ أي تتوهمون هذا وعندكم أن شفاعتهن ترتجى، ومثله وتلك نعمة تمنها علي وقيل: شفاعتهن ترتجى على قولكم، ومثله فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي ومثله أين شركائي أي على قولكم وقيل: المعنى والغرانيق العلا يعني الملائكة ترتجى شفاعتهم فسها، يدلك على هذا الجواب.
[ ص: 451 ] وقيل: إنما قال جل وعز ألقى الشيطان في أمنيته ولم يقل: إنه قال كذا فيجوز أن يكون شيطان من الجن ألقى هذا أو من الإنس ومما يشكل من هذا الحديث في أن وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله .
نسخه لا يكلف الله نفسا إلا وسعها . قوله جل وعز
[ ص: 452 ] وهذا لا يجوز أن يقع فيه نسخ؛ لأنه خبر ولكن التأويل في الحديث؛ لأن فيه لما أنزل الله جل وعز وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله اشتد عليهم ووقع بقلوبهم منه شيء عظيم فنسخ ذلك: [ ص: 453 ] لا يكلف الله نفسا إلا وسعها أي نسخ ما وقع بقلوبهم أي أزاله ورفعه ومن هذا المشكل قوله جل وعز والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب .
ثم نسخه ومن يقتل مؤمنا متعمدا وهذا لا يقع فيه ناسخ ولا منسوخ؛ لأنه خبر ولكن تأويله إن صح نزل بنسخته والآيتان واحد يدلك على ذلك وإني لغفار لمن تاب وآمن .