الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وفي هذه السورة شيء قد ذكره قوم هو من الناسخ والمنسوخ بمعزل ولكنا نذكره ليكون الكتاب عام الفائدة قال جل وعز: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق ففي هذه أربعة أقوال فمن الناس من قال: هي منسوخة بقوله تعالى: وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم ، وهم يذكرون غير اسم الله على ذبائحهم ومنهم من قال: هي محكمة لا يحل أكل ذبيحة إلا أن يذكر اسم الله عليها فإن تركه تارك عامدا أو ناسيا لم تؤكل ذبيحته، والقول الثالث أن تؤكل إذا نسي أن يسمي .

والقول الرابع: أن تؤكل ذبيحة المسلم وإن ترك التسمية عامدا أو ناسيا  فالقول الأول قول عكرمة

496 - قال في قول الله تعالى: ولا تأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه [ ص: 351 ] قال: فنسخ ذلك واستثنى منه فقال تعالى: اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم واحتج بعضهم لهذا القول: 497 - بأن القاسم بن مخيمرة سئل عن ذبيحة النصارى، هل تؤكل إذا سموا عليها بغير اسم الله تعالى فقال: نعم تؤكل ولو قالوا عليها باسم جرجس .

قال أبو جعفر: وهو قول مكحول ، وعطاء قال: 498 - قد علم الله تعالى ذلك منهم وأباح ذبائحهم وهو قول ربيعة وهو يروى عن أبي الدرداء ، وعبادة بن الصامت وهذا القول لو كان إجماعا لما وجب أن يكون فيه دليل على نسخ الآية ولكان استثناء [ ص: 352 ] على أنه قد صح عن جماعة من الصحابة كراهة ذلك منهم علي بن أبي طالب قال: 499 - إذا سمعته يقول باسم المسيح فلا تأكله فإنه مما أهل لغير الله به ، وإذا لم تسمع فكل لأنه قد أحل لك ذلك وهو قول عائشة وابن عمر وكره مالك ذلك ولم يحرمه

التالي السابق


الخدمات العلمية