سورة الأنفال.
517 - حدثنا ، قال: حدثنا يموت، بإسناده عن أبو جعفر ، قال: " ونزلت سورة الأنفال ابن عباس بالمدينة فهي مدنية، قال جل وعز: يسألونك عن الأنفال الآية للعلماء في هذه الآية خمسة أقوال، فأكثرهم على أنها منسوخة بقوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه واحتج بعضهم بأنها لما كانت من أول ما نزل بالمدينة من قبل أن يؤمر وكان الأمر في الغنائم كلها إلى النبي صلى الله عليه [ ص: 366 ] وسلم وجب أن تكون منسوخة بجعل الغنائم حيث جعلها الله تعالى وقائلو هذا القول يقولون: الأنفال هاهنا الغنائم ويجعل بعضهم اشتقاقه من النافلة وهي الزيادة قال: فالغنائم أنفال لأن الله تعالى نفلها أمة بتخميس الغنائم محمد صلى الله عليه وسلم خصهم بذلك.
، وقال بعضهم ليست بمنسوخة وهي محكمة، وللأئمة أن يعملوا بها فينفلوا من شاءوا إذا كان في ذلك صلاح للمسلمين واحتجوا أن هذه هي الأنفال على الحقيقة لا الغنائم لأنها زيادات يزادها الرجل على غنيمته أو يزيدها الإمام من رأى والقول الثالث: إن الأنفال ما شذ من العدو من عبد أو دابة فللإمام أن ينفل ذلك من شاء إذا كان صلاحا والقول الرابع: إن الأنفال أنفال السرايا خاصة والقول الخامس: إن الأنفال الخمس خاصة سألوا لمن هو فأجيبوا بهذا .
قال فمن روي عنه القول الأول أبو جعفر: من رواية ابن أبي طلحة قال: 518 - ابن عباس ليس لأحد فيها شيء ثم أنزل الله تعالى: الأنفال الغنائم التي كانت خالصة للنبي صلى الله عليه وسلم واعلموا أنما غنمتم من شيء الآية وهو قول : مجاهد
519 - كما حدثنا علي بن الحسين ، قال: حدثنا الحسن بن محمد ، قال: [ ص: 367 ] حدثنا حجاج ، عن ، قال: أخبرني ابن جريج سليم، مولى أبي علي عن ، قال: " نسخت نسختها مجاهد واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه " وهو قول عكرمة.
520 - كما قرئ على إبراهيم بن موسى الجوزي ، عن يعقوب بن إبراهيم ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا وكيع ، عن إسرائيل جابر ، عن ، مجاهد وعكرمة ، قالا: " كانت الأنفال لله تعالى وللرسول صلى الله عليه وسلم ثم نسخ ذلك قوله تعالى: واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه " وهو أيضا قول ، الضحاك ، والشعبي وأكثر الفقهاء لأن أكثرهم يقول: لا يجوز للإمام أن ينفل أحدا شيئا من الغنيمة إلا من سهم النبي صلى الله عليه وسلم [ ص: 368 ] لأن الأسهم الأربعة قد صارت لمن شهد من الجيش الحرب، وكذا قال والسدي في السهم الخامس سهم النبي صلى الله عليه وسلم يكون للأئمة والمؤذنين أي لما فيه صلاح المسلمين وكذا التنفيل منه فالقول على هذا أن الآية منسوخة إذا صارت الأنفال تقسم خمسة أقسام وإذا كان بعض الفقهاء يقول إنما تقسم ثلاثة [ ص: 369 ] أقسام، وبعضهم يقول: إنما ذكرت الأصناف التي يجب أن يقسم السهم فيها فإن دفع إلى بعضها جاز فهذا كله يوجب أن الآية منسوخة لأنهم قد أجمعوا أن الأربعة الأسهم لمن شهد الحرب وإنما الاختلاف في السهم الخامس ومما يحقق أنها نسختها حديث سعد بن أبي وقاص في سبب نزولها. الشافعي
521 - كما قرئ على محمد بن عمرو بن خالد ، عن أبيه، قال: حدثنا ، قال: حدثنا زهير بن معاوية ، قال حدثني سماك بن حرب ، عن أبيه، قال: " أنزل في آيات وذكر الحديث فقال فيه مصعب بن سعد يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول الآية وحكى وأصاب رسول الله صلى [ ص: 370 ] الله عليه وسلم غنيمة عظيمة فإذا فيها سيف فأخذته فأتيت به الرسول صلى الله عليه وسلم فقلت: نفلنيه فأنا من قد علمته، قال رده من حيث أخذته فانطلقت به حتى إذا أردت أن ألقيه في القبض لامتني نفسي فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: أعطنيه قال: فشد صوته وقال رده من حيث أخذته، فأنزل الله تعالى: أبو جعفر بن رشدين عن عمرو بن خالد قال: "القبض الموضع الذي يجمع الغزاة فيه ما غنموا".
522 - وقرئ على أحمد بن محمد بن الحجاج ، عن ، قال حدثني يحيى بن سليمان عبد الله بن وهب ، قال: أخبرني ، عن أبو صخر القرظي ، قال ، وحدثني أبو صخر أبو معاوية البجلي ، عن ، : " أن سعيد بن جبير سعدا ، ورجلا، من الأنصار خرجا يتنفلان فوجدا سيفا ملقى فخرا عليه جميعا فقال سعد: هو لي وقال [ ص: 371 ] الأنصاري: هو لي، قال لا أسلمه حتى آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فقصا عليه القصة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس لك يا سعد ولا للأنصاري ولكنه لي، فنزلت يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين " يقول سلما السيف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نسخت هذه الآية فقال جل وعز واعلموا أنما غنمتم من شيء فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل إلى آخر الآية .
قال هذه الزيادة حسنة وإن كانت غير متصلة فإنها عن سعد في سبب نزول الآية ثم ذكر نسخها [ ص: 372 ] وقد سمعت أبو جعفر: أحمد بن محمد بن سلامة يقول: قال لي نظرت في حديث أحمد بن شعيب عن يحيى بن سليمان ابن وهب فما رأيت شيئا أنكره إلا حديثا واحدا ثم رفع يحيى في الحديث