واختلفوا أيضا في الآية الثالثة اختلافا كثيرا لأنها مشكلة.
[ ص: 381 ] باب ذكر الآية الثالثة .
قال جل وعز وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون للعلماء في هذه الآية خمسة أقوال: 533 - قال الحسن: نسخ وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قوله وما لهم ألا يعذبهم الله .
قال النسخ هاهنا محال لأنه خبر خبر الله تعالى به ولا نعلم أحدا روي عنه هذا إلا أبو جعفر: الحسن وسائر العلماء على أنها محكمة وقالوا فيها أربعة أقوال فمن ذلك:
534 - ما حدثناه ، قال: حدثنا بكر بن سهل عبد الله بن صالح ، قال حدثني ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، ابن عباس وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم قال: " يقول سبحانه وما كان الله ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم، وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون قال: يقول وفيهم من قد سبق له منه الدخول في الإيمان وهو الاستغفار وما لهم ألا يعذبهم الله يوم بدر بالسيف " .
[ ص: 382 ] قال شرح هذا أبو جعفر: وما كان الله معذبهم يعني الكفار جميعا وقد علم أن فيهم من يسلم فيكون وهم يراد بهم البعض مثل قول العرب قتلنا بني فلان وإنما قتلوا بعضهم وما لهم ألا يعذبهم الله إذا أسلم منهم من قد سبق في علمه أنه يسلم فهذا القول يجوز إلا أن فيه هذا التعسف
535 - وقال "وهم يستغفرون أي يسلمون وهذا كالأول". مجاهد
536 - وروي ، عن أبو زميل ، ابن عباس وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون أي: "وما كان الله معذبهم في الدنيا وهم يستغفرون كانوا يقولون غفرانك غفرانك، وما لهم ألا يعذبهم الله تعالى في الآخرة" .
قال وهذا القول ظاهره حسن إلا أن فيه أنهم إنما استعجلوا بعذاب الدنيا لا بعذاب الآخرة وأيضا فقد علم أنهم يعذبون في الآخرة إن ماتوا على الكفر، فهذان قولان لمن قال إنها محكمة أبو جعفر: