باب السور التي فيها الناسخ والمنسوخ.
فأول ذلك السورة التي تذكر فيها البقرة.
[ ص: 455 ] 22 - قال ، حدثنا أبو جعفر: ، قال: حدثنا بكر بن سهل أبو صالح ، قال: حدثني ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، قال: ابن عباس وذلك "فكان أول ما نسخ الله جل وعز من القرآن القبلة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وكان أكثر أهلها اليهود أمره الله جل وعز أن يستقبل بيت المقدس ففرحت اليهود بذلك فاستقبلها رسول الله صلى الله عليه وسلم بضعة عشر شهرا فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب قبلة إبراهيم صلى الله عليه وسلم فكان يدعو الله جل وعز وينظر إلى السماء فأنزل الله جل وعز قد نرى تقلب وجهك في السماء إلى قوله جل وعز فولوا وجوهكم شطره يعني نحوه فارتاب من ذلك اليهود وقالوا: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها فأنزل الله جل وعز قل لله المشرق والمغرب وقال فأينما تولوا فثم وجه الله وقال الله جل وعز وما جعلنا القبلة التي كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه " [ ص: 456 ] قال ليتميز أهل اليقين من أهل الشك والريبة". ابن عباس:
[ ص: 457 ] قال فهذا يسهل في حفظ نسخ هذه الآية ونذكر ما فيها من الإطالة كما شرطنا. أبو جعفر:
23 - فمن ذلك ما قرئ على ، عن أحمد بن عمرو قال: حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثنا يحيى بن حماد قال: حدثنا أبو عوانة الأعمش ، عن ، عن مجاهد قال: ابن عباس بمكة إلى بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر ستة عشر شهرا". "صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
24 - قال ، وحدثنا أبو جعفر: جعفر بن مجاشع ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا إبراهيم بن إسحاق ابن نمير ، قال: حدثنا ، قال: حدثنا يحيى بن حماد ، عن أبو عوانة الأعمش ، عن ، عن مجاهد ، قال: ابن عباس بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه وبعدما هاجر إلى المدينة ستة عشر شهرا ثم صرف إلى الكعبة". "صلى النبي صلى الله عليه وسلم
[ ص: 458 ] 25 - قال وفي حديث أبو جعفر: البراء "صلى ستة عشر أو سبعة عشر شهرا".
[ ص: 459 ] 26 - وروى ، عن الزهري ، قال: عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك "صرف رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الكعبة في جمادى" وقال "في رجب" وقال. ابن إسحاق:
الواقدي: "في النصف من شعبان" قال وأولاها بالصواب القول الأول؛ لأن الذي قال به أجل، ولأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم أبو جعفر: المدينة في شهر ربيع الأول فإذا صرف في آخر جمادى الآخرة إلى الكعبة صار ذلك ستة عشر شهرا كما قال وأيضا فإذا صلى إلى ابن عباس الكعبة في جمادى فقد صلى إليها فيما بعدها فعلى قول إن الله جل وعز كان أمره بالصلاة إلى ابن عباس بيت المقدس ثم نسخه.
[ ص: 460 ] وقال غيره: بل نسخ فعله ولم يكن أمره بالصلاة إلى بيت المقدس ولكن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتبع آثار الأنبياء قبله حتى يؤمر بنسخ ذلك.
[ ص: 461 ] وقال قوم: بل نسخ الله جل وعز قوله فأينما تولوا فثم وجه الله بالأمر بالصلاة إلى الكعبة.
قال وأولى الأقوال بالصواب الأول وهو صحيح عن أبو جعفر: والذي يطعن في إسناده يقول: ابن عباس ابن أبي طلحة لم يسمع من وإنما أخذ التفسير عن ابن عباس ، مجاهد وعكرمة.
[ ص: 462 ] وهذا القول لا يوجب طعنا؛ لأنه أخذه عن رجلين ثقتين وهو في نفسه ثقة صدوق.
27 - وحدثني أحمد بن محمد الأزدي ، قال: سمعت علي بن الحسين ، يقول: سمعت ، يقول: سمعت الحسين بن عبد الرحمن بن فهم ، يقول أحمد بن حنبل بمصر: "كتاب التأويل عن لو جاء رجل إلى معاوية بن صالح مصر فكتبه ثم انصرف به ما كانت رحلته عندي ذهبت باطلا".
[ ص: 463 ] فأما أن تكون الآية ناسخة لقول الله جل وعز فأينما تولوا فثم وجه الله فبعيد؛ لأنها تحتمل أشياء سنبينها في ذكر الآية الثانية.