الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
والقول الثالث: إن المعنى في الدعاء وأن الصلاة هاهنا الدعاء هذا قول أبي هريرة ، وأبي موسى وعائشة .

656 - كما حدثنا أحمد بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا فهد ، قال حدثنا معلى بن أسد ، قال: حدثنا سلام بن أبي مطيع ، قال: حدثنا هشام بن عروة ، عن أبيه، قال: قالت لي خالتي عائشة يا ابن أختي هل تدري فيم أنزلت هذه الآية ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها قلت: لا: قالت: "أنزلت في الدعاء" .

[ ص: 499 ] قال أبو جعفر: وهذا من أحسن ما قيل في الآية لأن فيه هذا التوقيف عن عائشة ، والمعروف في كلام العرب أن الصلاة الدعاء  ولا يقال للقراءة صلاة إلا على مجاز وأيضا فإن العلماء مجمعون على كراهة رفع الصوت بالدعاء،  وقد قال الله: ادعوا ربكم تضرعا وخفية وأما أن تكون الآية منسوخة بقوله تعالى: واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة فبعيد لأن هذا عقيب قوله تعالى: وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون فإنما أمر الله تعالى إذا أنصت أن يذكر ربه في نفسه تضرعا وخيفة من عقابه ولهذا كان هاهنا وخيفة وثم وخفية ومع هذا فقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في كراهة رفع الصوت بالدعاء ما يقوي هذا 657 - وقد قال ابن جريج في قول الله تعالى: إنه لا يحب المعتدين قال: "من الاعتداء رفع الصوت بالدعاء والنداء والصياح به".

[ ص: 500 ] 658 - قال أبو جعفر ، حدثنا أحمد بن محمد الأزدي ، قال: حدثنا محمد بن عمرو بن يونس ، قال: حدثنا أبو معاوية الضرير ، عن عاصم ، عن أبي عثمان ، عن أبي موسى ، قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا في وهدة من الأرض فرفع الناس أصواتهم بالتكبير  فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنكم تدعون سميعا قريبا" ثم دعاني وكنت قريبا منه فقال: "يا عبد الله بن قيس ألا أعلمك كلمة من كنز الجنة؟" فقلت: بلى يا رسول الله قال: "لا حول ولا قوة إلا بالله".  

[ ص: 501 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية