باب ذكر الآية الثالثة .
قال جل وعز: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان .
687 - قال ، حدثنا أبو جعفر ، قال: حدثنا بكر بن سهل عبد الله بن صالح ، قال حدثني ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، ابن عباس فينسخ الله ما يلقي الشيطان قال: " يبطل ما ألقاه الشيطان ثم يحكم الله آياته .
قال هذا من قول العرب نسخت الشمس الظل إذا أزالته وروي في هذا الذي نسخه الله تعالى مما ألقاه الشيطان أحاديث فمنها. أبو جعفر:
688 - ما رواه الزهري عن ، قال: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام والنجم فلما بلغ أفرأيتم اللات والعزى قال: " فإن شفاعتهم ترتجى فسها فلقيه المشركون فسلموا عليه [ ص: 528 ] وفرحوا فأنزل الله تعالى: وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته ، الآية " .
قال وهذا حديث منقطع وفيه هذا الأمر العظيم وكذا حديث أبو جعفر: وزاد فيه 689 - قتادة ولو صح هذا لكان له تأويل قد ذكرناه في أول هذا الكتاب وأفظع من هذا ما ذكره "وإنهن لهن الغرانيق العلا" الواقدي عن عن كثير بن زيد قال: 690 - فسجد المشركون كلهم إلا المطلب بن عبد الله فإنه أخذ ترابا من الأرض فرفعه إلى وجهه ويقال إنه الوليد بن المغيرة حتى نزل أبو أحيحة سعيد بن العاص جبريل عليه السلام فقرأ عليه النبي صلى الله عليه وسلم هذا فقال ما جئتك به وأنزل الله تعالى: لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا .
[ ص: 529 ] قال وهذا حديث منكر منقطع ولا سيما وهو من حديث أبو جعفر: والدين والعقل يمنعان من هذا لأنه إن كان قال هذا متعمدا ومعاذ الله أن يكون ذلك لأن فيه مساعدة لهم على دينهم لأن هذا قولهم، وإن كان ناسيا فكيف صبر ولم يبين ذلك حتى أتاه الوحي من الله تعالى، [ ص: 530 ] ثم رجعنا إلى الآية فوجدنا فيها قولين لمن يرجع إلى قوله وعلمه. الواقدي
691 - كما حدثنا ، قال: حدثنا بكر بن سهل أبو صالح ، قال حدثني ، عن معاوية بن صالح ، عن علي بن أبي طلحة ، ابن عباس وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته قال: "إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه" .
قال فالتأويل على: ألقى الشيطان في سره وخاطره ما يوهمه به أنه الصواب. أبو جعفر:
ثم ينبهه الله تعالى على ذلك [ ص: 531 ]