الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
باب اختلاف العلماء في الذي ينسخ القرآن والسنة.

للعلماء في هذا خمسة أقوال:

فمنهم من يقول: ينسخ القرآن القرآن والسنة  وهذا قول الكوفيين.

[ ص: 417 ] ومنهم من يقول: ينسخ القرآن القرآن، ولا يجوز أن تنسخه السنة وهذا قول الشافعي في جماعة معه وقال قوم: ينسخ السنة القرآن والسنة.

[ ص: 418 ] وقال قوم: تنسخ السنة السنة ولا [ ص: 419 ] ينسخها القرآن والقول الخامس: قاله محمد بن شجاع قال: الأقوال قد تقابلت فلا أحكم على أحدها بالآخر قال أبو جعفر: وحجة أصحاب القول الأول في أن القرآن ينسخ بالقرآن والسنة  قول الله تعالى: وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقال تعالى: فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم وقال تعالى: فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم الآية.

[ ص: 420 ] وقد أجمع الجميع على أن القرآن إذا نزل بلفظ مجمل ففسره رسول الله صلى الله عليه وسلم وبينه كان بمنزلة القرآن المتلو  فكذا سبيل النسخ واحتجوا بآيات من القرآن تأولوها على نسخ القرآن بالسنة ستمر في السور إن شاء الله عز وجل واحتج من قال: لا ينسخ القرآن إلا قرآن بقوله تعالى: نأت بخير منها أو مثلها ، وبقوله تعالى: قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي وأصحاب القول الأول يقولون: لم ينسخه من قبل نفسه ولكنه بوحي غير القرآن وهكذا سبيل الأحكام إنما تكون من قبل الله تعالى.

8 - وقد روى الضحاك ، عن ابن عباس ، نأت بخير منها "نجعل مكانها أنفع لكم منها وأخف عليكم أو مثلها في المنفعة أو ننسها يقول: أو نتركها كما هي فلا ننسخها".

التالي السابق


الخدمات العلمية