واحتج أصحاب القول الثالث في أن بأن السنة هي المبينة للقرآن فلا ينسخها، والحجة عليهم أن القرآن هو المبين نبوة رسول [ ص: 421 ] الله صلى الله عليه وسلم والآمر بطاعته فكيف لا ينسخ قوله؟ وفي هذا أشياء قاطعة قال الله عز وجل السنة لا ينسخها إلا سنة فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار فنسخ بهذا ما فارق النبي صلى الله عليه وسلم المشركين.
9 - قال ومن هذا أن أبو جعفر: حدثنا قال: حدثنا بكر بن سهل ، قال: أخبرنا عبد الله بن يوسف ، عن مالك نافع ، عن ، ابن عمر كذبتم إن فيها للرجم فذهبوا فأتوا بالتوراة فنشروها فجعل رجل منهم يده على آية الرجم ثم قرأ ما قبلها وما بعدها فقال له عبد الله بن سلام: ارفع يدك فرفعها فإذا فيها آية الرجم قالوا: صدق يا عبد الله بن سلام: محمد، إن فيها آية الرجم فأمر بهما رسول الله صلى الله عليه وسلم فرجما قال فرأيته يجنئ على المرأة يقيها الحجارة. عبد الله بن عمر: أن اليهود، جاءوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالوا إن رجلا منا وامرأة زنيا فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: "ما تجدون في التوراة في شأن الرجم؟" قالوا: نجلدهم ويفضحون فقال لهم
[ ص: 422 ] حكى أهل اللغة أنه يقال: جنأ فلان على فلان إذا أكب عليه ومنه الحديث:
[ ص: 423 ] 10 - رضي الله عنه جنأ على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد موته وقبل بين عينيه وقال: "طبت حيا وميتا". أبا بكر الصديق أن
قال وهذا من النبي صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا من قبل أن ينزل عليه في الزناة شيء ثم نسخ الله جل وعز فعله هذا بقوله تعالى: أبو جعفر: واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم وما بعده.
[ ص: 424 ]