[ ص: 105 ] قال: الشيخ الإمام الحافظ أبو عبد الله الحاكم النيسابوري: [ ص: 106 ] الحمد لله ذي المن والإحسان، والقدرة والسلطان، الذي أنشأ الخلق بربوبيته، وجنسهم بمشيئته، واصطفى طائفة منهم أصفياء، وجعلهم بررة أتقياء، فهم خاص عباده، وأوتاد بلاده، يصرف عنهم البلايا، ويخصهم بالخيرات والعطايا، فهم القائمون بإظهار دينه، والمتمسكون بسنن نبيه، فله الحمد على ما قدر وقضى.
وأشهد أن لا إله إلا الله الذي زجر عن اتخاذ الأولياء دون كتابه، واتباع الخلق دون نبيه، وأشهد أنمحمدا عبده المصطفى، ورسوله المجتبى، بلغ عنه رسالاته، فصلى الله عليه آمرا وناهيا، ومبيحا وزاجرا.
قال الحاكم (أبو عبد الله: محمد بن عبد الله الحافظ):
أما بعد:
فإني لما رأيت البدع في زماننا كثرت، ومعرفة الناس بأصول السنن قد قلت، مع إمعانهم في كتابة الأخبار، وكثرة طالبيها على [ ص: 107 ] الإهمال والإغفال؛ دعاني ذلك إلى تصنيف كتاب خفيف يشتمل على أنواع علم الحديث، مما يحتاج إليه طلبة الأخبار، المواظبون على كتابة الآثار، وأعمد في ذلك سلوك الاختصار، دون الإطناب في الإكثار، والله الموفق لما قصدته، والمان في بيان ما أردته، إنه جواد كريم، رءوف رحيم.