ذكر أول نوع من أنواع علم الحديث.
قال: النوع الأول من هذه العلوم الحاكم: وفي طلب الإسناد العالي سنة صحيحة: معرفة عالي الإسناد،
9 - حدثنا ، قال حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، قال حدثنا محمد بن إسحاق الصغاني أبو النضر ، قال حدثنا ، عن سليمان بن المغيرة ثابت ، عن أنس قال: محمد، أتانا رسولك، فزعم أنك تزعم أن الله أرسلك، [ ص: 113 ] قال: "صدق"، قال: فمن خلق السماء؟، قال: "الله" ، قال: فمن خلق الأرض؟، قال: "الله"، قال: فمن نصب هذه الجبال؟، قال: "الله"، قال: فمن جعل فيها هذه المنافع؟، قال: "الله"، قال: فبالذي خلق السماء والأرض، ونصب الجبال، وجعل فيها هذه المنافع آلله أرسلك؟، قال: "نعم"، قال: وزعم رسولك أن علينا خمس صلوات في يومنا وليلتنا، قال: "صدق"، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟، قال: "نعم"، قال: وزعم رسولك أن علينا صدقة في أموالنا، قال: "صدق"، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟، قال: "نعم"، قال: وزعم رسولك أن علينا صوم شهر في سنتنا، قال: "صدق" ، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟، قال: "نعم"، قال: وزعم رسولك أن علينا حج البيت من استطاع إليه سبيلا، قال: "صدق"، قال: فبالذي أرسلك، آلله أمرك بهذا؟، قال: "نعم"، قال: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليهن، ولا أنقص منهن، فلما مضى، قال: "لئن صدق ليدخلن الجنة". كنا نهينا أن نسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شيء، فكان يعجبنا أن يأتيه الرجل من أهل البادية فيسأله ونحن نسمع، فأتاه رجل منهم، فقال: يا
قال وهذا حديث مخرج في المسند الصحيح لمسلم، وفيه دليل على الحاكم: وإن كان سماعه عن الثقة، إذ البدوي لما جاءه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بما فرض الله عليهم، لم يقنعه ذلك، حتى رحل بنفسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وسمع منه ما بلغه الرسول عنه، ولو كان طلب العلو في الإسناد غير مستحب؛ لأنكر عليه المصطفى صلى الله عليه وسلم سؤاله إياه عما أخبره رسوله عنه، [ ص: 114 ] ولأمره بالاقتصار على ما أخبره الرسول عنه ". إجازة طلب المرء العلو من الإسناد، وترك الاقتصار على النزول فيه،