الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  السابع [1] : قوله : " جعلوه مفتقرا في كونه عالما إلى ثبوت معنى هو العلم " ، عبارة ملبسة . فإن لفظ [2] " الافتقار " يشعر بأنه محتاج إلى من يجعله عالما يفيده العلم وهذا باطل ، وإنما ثبوت هذا بطريق اللزوم لذاته ، فذاته موجبة لعلمه ولكونه عالما ، [ ومعنى كونها موجبة لذلك أي مستلزمة له ، بمعنى أنه لا تكون ذاته إلا عالمة ، لا بمعنى أنها أبدعت العلم أو فعلته ] [3] ، ومن أثبت المعنيين قال : لا يكون عالما حتى يكون له علم ، وهو عالم قطعا فله علم ، فهو يجعل ذلك من باب الاستدلال ، ويستدل بكونه عالما على العلم ، ويقول : إن ذاته أوجبت ذلك - لا أنه هنا شيء غير ذاته - جعلته عالما أو جعلت له علما ، ولو قدر أنها أوجبته بواسطة فموجب الموجب موجب ، كما أنها أوجبت كونه حيا وكونه عالما ، والعلم مشروط بالحياة ، فلا [4] يقال : إنه يفتقر في كونه عالما إلى غيره ، [ ص: 492 ] فإن هذه الأمور المشروط بعضها ببعض كلها من لوازم ذاته ، لا يفتقر ثبوتها إلى غيره .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية