الوجه الثاني : أنهم لم يقصدوا بذلك كونه مركبا من الجواهر المفردة [1] أو من المادة والصورة ، بل لم يخطر هذا بقلوبهم ، بل إنما قصدوا معنى الكثافة والغلظ . وأما كون الكثافة والغلظ تكون بسبب كثرة الجواهر المفردة ، [2] أو بسبب كون الشيء في نفسه غليظا كثيفا ، كما يكون حارا وباردا وإن لم تكن حرارته وبرودته [3] بسبب كونه مركبا من [ ص: 551 ] الجواهر الفردة ، فالجسم له قدر وصفات ، وليست صفاته لأجل الجواهر ، فكذلك قدره . فهذا ونحوه من البحوث العقلية الدقيقة لم تخطر ببال عامة من تكلم بلفظ " الجسم " من العرب وغيرهم .