الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  الوجه السادس : أن يقال : مثل هذا الكلام إما أن يقوله من يريد الطاعة ، ويعلم أنها تنفعه ، أو من لا يريدها ولا يعلم أنها تنفعه ، وكلاهما يمتنع   [ منه ] [1] أن يقول مثل هذا الكلام . أما الأول فمن أراد الطاعة وعلم أنها تنفعه أطاع قطعا إذا [2] لم يكن عاجزا ، فإن نفس الإرادة الجازمة [ ص: 70 ] للطاعة مع القدرة [3] توجب الطاعة ، [ فإنها مع وجود القدرة والداعي التام توجب وجود المقدور ] [4] فإذا كانت الطاعة بالتكلم [5] بالشهادتين ، فمن أراد ذلك [ إرادة جازمة ] فعله قطعا [ لوجود القدرة والداعي التام ] ، ومن [6] لم يفعله علم أنه لم يرده ، وإن كان [7] لا يريد الطاعة فيمتنع أن يطلب من الرسول [8] أن يخلقها الله فيه فإنه ، إذا طلب من الرسول [9] أن يخلقها الله فيه كان مريدا لها [10] ، فلا يتصور أن يقول مثل ذلك إلا مريد ، ولا يكون مريدا للطاعة المقدورة [11] إلا ويفعلها .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية