الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                  معلومات الكتاب

                  منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة القدرية

                  ابن تيمية - أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني

                  صفحة جزء
                  وفي الجملة النزاع في تعليل أفعال الله وأحكامه مسألة لا تتعلق بالإمامة أصلا . وأكثر أهل السنة على إثبات الحكمة والتعليل .

                  ولكن الذين أنكروا ذلك من أهل السنة [1] احتجوا بحجتين :

                  [ ص: 145 ] . إحداهما : أن ذلك يستلزم التسلسل ، فإنه إذا فعل [2] لعلة ، فتلك العلة أيضا حادثة ، فتفتقر إلى علة إن وجب أن يكون لكل حادث علة .

                  وإن عقل الإحداث بغير علة لم يحتج إلى إثبات علة ، فهم يقولون : إن أمكن الإحداث بغير علة لم يحتج إلى علة ، ولم يكن ذلك عبثا ، وإن لم يكن وجود الإحداث إلا لعلة ، فالقول في حدوث العلة كالقول في حدوث المعلول ، وذلك يستلزم التسلسل .

                  الحجة الثانية : أنهم قالوا : من فعل لعلة كان مستكملا بها ; لأنه لو لم يكن حصول العلة أولى من عدمها لم تكن علة ، والمستكمل بغيره ناقص بنفسه ، وذلك ممتنع على الله .

                  وأوردوا على المعتزلة ومن وافقهم من الشيعة حجة تقطعهم على أصولهم ، فقالوا : العلة التي فعل لأجلها إن كان وجودها وعدمها بالنسبة [3] إليه سواء امتنع أن تكون علة ، وإن كان وجودها أولى ، فإن كانت منفصلة عنه لزم أن يستكمل بغيره ، وإن كانت قائمة به لزم أن يكون محلا للحوادث .

                  التالي السابق


                  الخدمات العلمية